بن الشيخة وأم ولده المدني محمد ميتة، وكانت في أول الليل طيبة إلا أنها متوجعة، وصلي عليها ضحى عالي عند باب الكعبة، ودفنت من يومها بالمعلاة عند سيدها رحمها الله تعالى.
وفي يوم الثلاثاء، تاسع عشر الشهر، وصل الشيخ [المساوى](١) بقافلته من المدينة النبوية وحمل أناسا كثيرا بشيء يسير وبغير شيء وكذا نفقهم لكنه أخر بغيرهم بكثرة الإقامة، والله يتقبل منهم ويخلف عليهم.
وفي ليلة الإثنين، خامس عشري الشهر، وصل ساع من جدة من قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة عظم الله شأنه، ومعه أوراق مضمونها إنه جاءه قاصد من المدينة بوفاة قاضي القضاة الحنبلي بالحرمين الشريفين محي الدين عبد القادر الحسني الفاسي، وإنها كانت في يوم الخميس، رابع عشرة الشهر، فقامت النائحة عليه بقية ليلته ونصف يومه، وحصل الأسف عليه ﵀ وعفا عنه.
(١) وردت في الأصل "المساوا"، وما أثبتناه هو الصواب. من السخاوى: الضوء اللامع ٥/ ٢٢.