للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الإثنين، رابع الشهر، وصل الأمير شاهين (١) شيخ الخدام بالمدينة النبوية ومعه المدنيون، ولم يحج الكثير منهم لسماعهم بغلاء الأسعار (٢)، وكان من الواصلين شمس الدين (٣) بن جلال الخجندي الذي ذهب إلى الروم وكيلا عن أهل الحرمين الشريفين، ووصل لأهل المدينة مبلغ كبير يقال: أنه عشرة آلاف دينار ولأهل مكة بأربعمائة دينار، وأخذ هو عشرها والشريف ثلثها وفض باقيها مع مائة وخمسين دينارا أخذت (٤) من وصية وصلت من الروم بأربعمائة دينارا بعد سفر الحاج بأيام، فكان ما خص القضاة عشرة عشرة أو ثمانية على ما سمعته من الناظر والناس مختلفون في الأخذ، فكان ما خصني أربعة وكثير من الناس لم يحصل شيء بالكلية، وسمعت الأمير شاهين ينكر على من يقول: أنه رأى الهلال ويقول: نحن كنا بخبت


(١) شاهين المنصورى شيخ الخدام بالمدينة المنورة، ويلقب فارس الدين. السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٢٩٦. التحفه اللطيفة ١/ ٤٤٠.
(٢) إن سبب غلاء الاسعار في تلك السنة، أي سنة ٨٩٨ هـ هو اعتداء حجاج مصر على مخازن الدقيق، وعدم تقيد التجار بالاسعار، وقلة الامطار وكثرة الضرائب المفروضة على التجارة الدولية في ميناء جدة. الجزيرى: درر الفرائد المنظمة ص ٣٤٥. ضيف الله يحى الزهراني: أسعار المواد الغذائية بمكة المكرمة، ص ٨٥.
(٣) محمد بن احمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن محمد الشمس بن الجلال بن الزين بن الجلال الخجندى الأصل المدنى الحنفى ويعرف بابن الجلال. ولد في صفر سنة ٨٥١ هـ بالمدينة المنورة ونشأ بها فحفظ القران. سافر الى الروم في سنة ٨٩٨ هـ لأخذ أموال الحرمين وعاد بها. السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٣١٤ - ٣١٥.
(٤) كانت الصدقات توزع على الناس على حسب وظائفهم ومكانتهم الاجتماعية ومكانتهم الدينية.