للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرقاء (١)، [ونظرنا] (٢) له فلم نره، فكيف يراه الشاميون وهم بين الجبال ببدر، ثم وقع الوفاق مع أمير الحاج بأن الناس يجلسون بعرفة يومين الجمعة والسبت (٣).

وفي ليلة الثلاثاء، خامس الشهر، وصل الشاميون وأميرهم.

وفي صبيحتها برز السيد الشريف وأولاده وعسكره للقاء أمير الحاج بردبك بالزاهر، فخلع على الشريف ودخلوا جميعا إلى الأبطح، ففارقه الشريف وجماعته ودخلوا مكة.

وفي فجر هذا اليوم، مات أحمد بن عودة العراقي، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.

وجلس الناس بعرفة يوم الجمعة والسبت، ووقف الناس كلهم في اليوم الثاني، وأما الأول فوقف القاضي الشافعي وأمير الحج والترك وبعض الناس من غير محامل ولا جمال، وشق على الناس ذلك، لعدم القوت وكان السعر بها وبمنى في غاية الشدة (٤)،


(١) خبت البرقاء: البرقاء: تقع جنوب عسفان بستة عشر كيلا، اى على بعد أربعة وستين كيلا عن مكة على طريق المدينة، وهى على الجادة، وتعرف ببرقاء الغميم وجاءت في كتب السيرة بكراع الغميم. ابن هشام: السيرة النبوية ٣/ ٣٠٦. عاتق البلادى: معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية ص ٢٦٣.
(٢) وردت في الأصول "وانتظروا" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) إن جلوس الناس في عرفة يومين وهما الجمعة والسبت أن ارادوا بذلك الوقوف بعرفة فهذا لم يرد له اصل في الشرع، لان الوقوف بعرفة يوم واحد.
(٤) اشتدت الأسعار بعرفة ومنى في حج سنة ٨٩٨ هـ، بسبب اعتداء حجاج مصر على مخازن الدقيق، فاغتصبوا ما ظفروا به من الدقيق وربما أخفوا بعضه. الجزيرى: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٥.