للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن ناصر علي سمع بالخبر فجاء إلى الأمير وشفع عنده فلم يسمع فأنكر على الأمير فعله وذكر له فعله وذكر له ما لا يلاقي مذهب الحنفية فيما سمعت والله أعلم ومنعه الأمير مباشرة الآذان فجاء الريس إلى الناظر قاضي القضاة الشافعي وهو بالمسجد وهو [يسلم] (١) على الأمير ويتشفع به إليه، فأرسل إلى الأمير في ذلك فشفعه فيه فباشر.

وفي يوم الأحد، ثامن الشهر، أرسل الباش إلى القضاة الأربعة فحضروا عنده بالدكة عند باب السلام، وذلك بسبب بيت شركة بين العفيف عبد الله (٢) الشيبي وقريبه أبي المكارم بن علي بن أحمد الشيبي وبسبب أرض يدعيها الجمالي البوني وينازعه فيها الشيخ أبو شامة (٣) مجاورة لمسجد الراية (٤)، الأول بيده ورقة فيها شراء والده، والثاني بيده ورقة فيها مشتراه لذلك بعد، وبسبب إمرأة تدعي الزوجية لسيدها فوقع الكلام في ذلك، فتعذرت القضية الأخيرة لغيبة شهودها فيما ذكرت، ووقع الوفاق بين


(١) وردت في الأصل "يسلي"، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) عبد الله بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن ادريس العفيف بن السراج العبدري الشيي الحجبي أخو محمد وهذا أصغر. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٣٩.
(٣) محمد بن محمد بن حسن بن يحيى بن أحمد بن أبي شامة الشمس الصالحي الدمشقي الحنبلي، كان من المحدثين، وكان يسمع منه الفضلاء. عمر بن فهد: معجم الشيوخ، ص ٢٦٦. السخاوي: الضوء اللامع ٩/ ٧٦.
(٤) مسجد الراية: هو المسجد الواقع بأعلى مكة عند أول الردم، وعند بئر جبير بن مطعم، وقد بناه عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو الواقع بالجودرية على يمين الصاعد من المدعا إلى المعلاة، وقد جدد عام ١٣٦١ هـ. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٠٠. المحب الطبري: القرى لقاصد ام القرى، ص ٦٦٤. الطبري: الأرج المسكي، ص ٧١.