للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولين على أن الحنبلي يقسم البيت، وإن كان وقفا كما يدعيه الثاني، وأظهر البوني مستنده، وقالوا: الحق بيده ولم يكن أبو شامة حاضرا، ثم حضر بعد أن [قضي] (١) لهم، فاجتمع هو وغريمه عند الأمير، ثم خرج من عند الأمير وهو يصيح ويسب ثم طلب فعاد ثم خرج وما علمت ما انفصلا عليه.

ثم في ثاني تاريخه، حضر [الإثنان] (٢) ومعهما القاضي الحنبلي بالبيت المتنازع فيه، وقال: لا بد من القسمة والفصل عنهم، ولم يتفقا ثم أتفقا بعده وأقتسما البيت وتراضيا وتصادقا وثبت ذلك ونفذ على القضاة الباقين.

وفي هذه الليلة، وصلت قافلة المدينة الشريفة التي شيعها ابن المسكي وفيها النور (٣) بن الجمال المصري، وأخبروا بمطر حصل لهم كأهل مكة في خبت البزواء (٤) ومن هناك إلى مكة الأرض فيها الماء الكثير كالغدران (٥) وأخبروا بأن المدينة متوسطة الأسعار، ولكن لم يحصل بها مطر إلا أن كان بعدهم فالله يقدر لهم ذلك.


(١) وردت في الأصول "انقضا" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "السسان" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف النور الأنصاري المكي الشافعي ويعرف بابن الجمال المصري، ولد في سنة ٨٣٣ هـ بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن وتردد للقاهرة، ودخل الشام واليمن، وزار المدينة. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ١٦٨.
(٤) خبت البزواء: خبت بفتح أوله وتسكين ثانيه، وآخره تاء مثناه، وهو في الأصل المطمئن من الأرض فيه رمل. وخبت البزواء: بين مكة والمدينة. الهمداني: صفة جزيرة العرب، ص ٢٩٧. ياقوت الحموي: معجم البلدان ٢/ ٣٤٣.
(٥) الغدران: مفردها غدير، والغدير: مكان منخفض من الأرض تتجمع فيه مياه الأمطار. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٦٤٥.