للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ساقة المحمل في ستين فارسا وأربعين أو خمسين مردفا وبعض رجالة (١)، فلما رآهم الترك الذين في آخر الحاج وهم خمسة عشر واحدا، هربوا، فنهب بنو لام الحاج وأخذوا منهم نحو مائتي جمل بأحمالها، إلا ما لم يعجبهم من الأحمال فرموه وساقوا الجمال وفي بعضها أن بعض الغزاويين نهبوا (٢) وكأنهم مع ساقة المحمل، وأنه وصل لمصر أوراق من الشام، وفيها نهب الحاج الشامي وأخذ محمله، ثم توجه أميرهم إلى العرب واستفدى المحمل بمال (٣)، ووصل معه أوراق من القاضي شرف الدين الرافعي، وفيها أنه وقف هو وغريمه المطلوب هو بسببه بين يدي السلطان، ودفعهم إلى الشرع بعد أن أمر بالدعوى بين يديه فلم يحر جوابا، ثم إدعى عليه عند القاضي زكريا بأنه ضربه حتى كاد يموت وأخذ ماله وداره ولم يأت ببينة، فقال له: يحلف لك، فأخر يمينه عنه.


(١) وفي سنة ٨٩٩ هـ كان خروج عرب بني لام على ركب الحاج المصري في محل يقال له سماوة قبل الازلم بمرحلة، وهم في ستين فارسا وخمسين راحلة مردفة وأربعين راجلا وانتزعوا من الساقة نحو مائتي جمل بحمولها وذهبوا بها، ويعود ذلك لشدة الغلاء في تلك السنة وكثرة الجفاف وقلة الأمطار. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٦ - ٣٤٧.
(٢) وخرج في سنة ٨٩٩ هـ عرب بني لام أيضا على الركب القادم عن طريق غزة فأوقف الركب بأجمعه، وأكتنف القواسة الحاج فحماه الله منهم وسلم جميع من فيه. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٧.
(٣) وخرج عرب بني لام في سنة ٨٩٩ هـ أيضا على الركب الشامي فأخذوه بأجمعه في محل يقال له الحسا ولم يقتل أحد من الحجاج، وإنما قبضوا على بعض تجاره منهم الحاج الخواجة على القاري وابن المزلق والخواجا إبراهيم بن الزمن وابن الخواجا عمر النيربي، فاشترى كل واحد منهم نفسه من العرب بألف دينار، ومات كثير من الحجاج بالطرقات من الجوع والعرى، ولم يصل منهم إلى الشام إلا قليل، ويقال أن أمير الحاج الشامي استجار ببعض العرب فسلم. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٧. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٠٦.