للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء، سابع عشر الشهر، كانت زفة صبغ العروس (١) ببيت العريس وهو الذي على المسجد الحرام بباب السدة إلى بيت العروس وكان عدد الطبقان نحو الثمانين والقفاع (٢) قريب العشرة، ومعهم المغاني، والطبل، والزمر.

وفي آخر هذا اليوم، جاء الخبر بوفاة بنت كبيرة عمرها نحو العشرين سنة للسيد بركات بن السيد محمد بن بركات بن حسن بن عجلان، فتركوا اللعب تحزنا معهم على العادة بعد أن كانوا شرعوا فيه من أيام.

ووصل لمكة من مصر بحرا عبد الله (٣) الأقباعي الأمين على مال بندر جدة، وأخبر بنهب حاج المحمل المصري، ووصل معه أوراق، وفي بعضها أن بني لام خرجوا


(١) من العادات المنتشرة في مكة قبل دخول الزوجة على زوجها تزيين العروس حيث تقوم النساء بتزيين يدي العروس ورجليها بالحناء وتقوم بذلك إمراة تسمى المقينة، وبعد جفاف الحنا تقوم المقينة بحف الحواجب قليلا (وهذه العادة في حف الحواجب محرمة في شريعتنا الغراء)، ثم تصفف شعر الرأس إلى ثمان ضفائر تربط كل واحدة منها بمثبت يسمى (العقص) مصنوع من الصوف الموشى بالحرير، ويوصل بكل ضفيره خيط حريري تعلق به بعض القطع الذهبية وتنتقل فيه العروس بزفة من بيت العروس إلى بيت العريس. سنوك هورخرونيه: صفحات من تاريخ مكة المكرمة ٢/ ٤٥١.
(٢) القفاع: مفردها قفعة: وهي قفة واسعة من الأسفل وضيقة من الأعلى. إبراهيم أنيس ورفاقة: المعجم الوسيط ٢/ ٧٥١.
(٣) عبد الله بن علي بن أحمد بن محمد بن محمد الزيداني الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بالاقباعي ولد بعد سنة ٨٣٥ هـ، ونشأ بدمشق فقرأ القرآن، حج غير مرة، وجاور بمكة ولقي السخاوي سنة ٨٩٤ هـ، وكان من الفضلاء الصلحاء. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٣٣.