للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودفن بالمعلاة بالقرب من تربة ابن شعبان، وشيعه خلق وكان وجعه دون [نصف] (١) الشهر بوجع الجنب وحصل له الفهاق، وخلف ثلاثة ذكور وسبع بنات، أقام أكبر الذكور وهو رضي الدين وصيا عليهم، بعد أن جعل قاضي القضاة الشافعي وصيه فرجع عن ذلك وعن ما أوصى به، وجعل ولده وصيا والقاضي ناظرا، وسمعنا أنه اعترف بألفين دينار في ذمته، منها ألف وشيء لصاحب مكة، وللقاضي الشافعي مائتين، ولولده صلاح الدين خمسين ولبنت له من بنت ابن الحجة ثلاثمائة، وللفراشين والبوابين وغيرهم بأشياء والله أعلم بذلك.

وفي هذا اليوم المذكور، ماتت خديجة بنت الشيخ محمد بن علي البقطي نزيل مكة المؤدب، أم ولدي أحمد (٢) الخجندي المدني هما محمد (٣) وعلي (٤)، وصلي عليها بعد العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند والدتها لعل ووالدها عند رأس سيدي الفضيل ابن عياض ونفعنا به (٥) آمين.


(١) وردت في الأصول "النصف" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى، لأنه يكتب الاسم النكرة التعريف بالإضافة، ولا تجتمع معرفتان لشيء معين.
(٢) أحمد بن محمد بن إبراهيم بن العلامة الجلال أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب أبو المحاسن بن الشمس بن البرهاني الخجندي المدني الحنفي، ولد في ليلة الأربعاء، ثامن رمضان سنة ٨٣٦ هـ بالمدينة المنورة، ونشأ بها فحفظ القرآن، وخلف أباه في إمامة الحنفية بالمدينة وكان خيرا دينا فاضلا. مات بالقاهرة سنة ٨٨١ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٦٧.
(٣) محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الجلال الخجندي المدني الأصل المكي الحنفي، ولد في سنة ٨٧٤ هـ بمكة، وسمع من السخاوي، ودخل القاهرة وعدن. السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٤٢.
(٤) علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الجلال الخجندي المدني الأصل المكي الحنفي، ولد في سنة ٨٨١ هـ بمكة، ممن سمع على السخاوي وأجاز له. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ١٧٩.
(٥) هذه من الأمور المبتدعة التي لا أصل لها في الدين، لأن الميت لا ينتفع به.