للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثاني تاريخه، نادى أن لا يحمل أحد السلاح، لا الجنبية (١) ولا غيرها، وأرسل الباش مع ابن السيرجي المملوك الذي أساء على القاضي إليه، فقال له:

ترسل تعرف ولي الأمر بذلك، فدخلوا عليه إلى أن قال: لأجل الأمير ما أتكلم.

وفي يوم الخميس، سادس الشهر، أرسل الباش لقاضي القضاة الشافعي يأمره أن ينهى عياله عن البروز إلى المسجد ليلة الجمعة، فإن قصده الإتباع بالنساء، وقال بعضهم: أنه أرسل أيضا إلى الحنفي وإلى المالكي، ثم سمعنا أنه رجع عن ذلك، ونزل النساء إلى المسجد ولكن يسيرا بالنسبة إلى العادة، وعاد غالبهم حين صلوا العشاء.

وفي ليلة الجمعة، سابع الشهر، كان عقد عبد الكبير (٢) بن الجمالي محمد الحرازي على ست الكل بنت أبي الفضل الزين ببيت أم هاني بنت النحاس، وحضر ذلك القضاة والفقهاء، والعاقد قاضي القضاة الشافعي وفي يومها جاء نعي أبي البركات بن الإمام المحب الطبري فإنه توفي في ربيع الثاني في بيت الفقيه (٣)


(١) الجنبية: المدية التي تستعمل في شبه الجزيرة العربية، وسميت بذلك لأنها تثبت في حزام وتوضع في الجنب، ولها أشكال متنوعة ولنصل الجنبية جراب. والمراد بها الخنجر. عبد الرحمن زكي: السلاح في الإسلام، ص ١٩.
وتصنع في الجزيرة العربية، وتصنع منها أنواعا كثيرة في بلاد زهران وغامد والطائف واليمن وغيرها.
(٢) عبد الكبير بن محمد بن أحمد العلاء أبو القسم بن الجمال الحرازي المكي الحنفي، نشأ فحفظ القرآن وعرضه على السخاوي بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٣٠٥.
(٣) الفقيه هو: الشيخ الكبير أبو الغيث بن جميل الملقب شمس الشموس من أكابر الصوفية في اليمن، توفي سنة ٦٥١ هـ. أبي العباس الزبيدي: طبقات الخواص أهل الصدور والاخلاص، ص ٤٠٦. عبد الوهاب البريهي: طبقات صلحاء اليمن، ص ٧٩.