للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخلوا في وجوههم فصبحوهم صبيحة الأربعاء، بالقرب من السيل فوجدوهم قد أنذروا في تلك الليلة أو في ذلك الوقت، فانهزم الرجال على جبلهم وتركوا عيالهم وغالب مالهم، فاشتغل العسكر بالغنيمة ففاتهم الرجال وتأسف الشريف لفواته شيخهم، وكان حريصا عليه فإنه كان من مدة أحد الذين [حاصروا] (١) الشريف وعسكره بالشرق وأرادوا أخذهم، فأرضى الشريف مشايخهم وكانوا ثلاثة هذا أدهم بمال جزيل جدا، وأراد الشريف قتله ففاته ولكنه غنم شيء كثير من الإبل/والغنم والبغال والحمير والسمن وبعض خيل، ولم يقتلوا النساء ولا الصبيان، ويقال: أن الشريف كتب إلى قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بأنه غنم منهم شيئا كثيرا لم يغنمه قط لا هو ولا أباؤه.

ويقال: أن السمن عندهم لو أهريق لسال، وجاء الخبر بذلك إلى مكة عصر يوم الخميس، [ثالث عشر الشهر] (٢).

وفي هذا اليوم، ولد أحمد بن السراج عمر بن أبي السعود بن ظهيرة، من ست الجميع بنت أبي الفتح بن حمام، وتعجب الناس من ولادته أيضا كالولد الأول، فإنه كان العام الماضي بمصر، وجاء مكة مع الحاج.

وفي يوم الإثنين، ثاني تاريخه، ولدت ستيت بنت عبد الواحد ابن إبراهيم المرشدي، أمها أم حبيبة بنت عبد الصمد بن أبي بكر المرشدي.

وفي يوم الجمعة، رابع عشر الشهر، بطح (٣) جميع الرواق الشرقي من غير قطع


(١) وردت في الأصول "حضروا"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٨٥ لسياق المعنى.
(٣) بطح: أي فرش بالبطحاء لتسويته. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٦٠.