للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له بالبطحاة الجديدة، وكذا بنيتهم يفعلون بالأروقة من غير قطع لها، بل سوي بقية أول صحن المسجد، ثم شرعوا في تسوية بقية آخر المسجد.

وفي يوم الأحد، سادس عشر الشهر، أرسل باش المماليك السلطانية جميع مماليكه ومقدمه وأعوانه إلى الفلق (١)، لأجل تحريق العشش التي هناك، وكان قبل ذلك أرسلهم فجاؤا بمولد لبيت القاضي الشافعي يسمى عبدوه بعد أن أمروه بأن يذهب بحال سبيله، فقال: ما يفعل تكالا على عظمة مواليه وجارية وترك أم ولده قاسم، وقالوا: إنها زوجة لهذا المولد، وقالوا: إنهم وجدوهما سكارى فضربهما ضربا مبرحا وعزرهما وحبسا أياما، ثم شفع فيهما نور الدين بن راحات، ثم في هذه المرة الثانية لم يجدوا إلا بعض العبيد فهرب بعضهم، وثبت لهما إثنان فتحاربا ساعة، العبيد بالحجارة والترك بالنشاب وغيره، وحصل فيهما بعض النشاب، ثم ضرب أحدهما بالسيف فخرج وسلم، وأحرقوا [كثيرا] (٢) [من] (٣) البيوت وهم يقولون: لأجل الخمر، وكثيرا من بيوت الخمارين لم يصبه شيء لأجل أن المقدم يأخذ منهم جعلا في كل شهر، وجاءوا بالعبدين إلى الأمير فضربهما ضربا مبرحا وعزرهما لهذه الأفعال.

وفي ليلة الإثنين، سابع عشر الشهر وصل إلى مكة الشريفة هزاع ابن صاحب مكة الجمالي محمد بن بركات وأصبح وسافر من صبيحته ويقال: أن مجيئه


(١) الفلق: وهو ما يعرف بفلق ابن الزبير، وهو ثنية في مكة تصل بين المعلاة من عند الابطح وأسفل مكة في الشبيكة من جهة الشامية، بجانب المسجد الحرام من ناحية الشمال الغربي من الحرم، ويوجد فيه اليوم النفق المؤدي إلى الطريق الذي يصل بين جرول وجبل الكعبة. الأزرقي: تاريخ مكة ٢/ ٦٨٣. عمر بن فهد: اتحاف الورى ٤/ ٢٥ حاشية رقم (١). عاتق البلادي: معالم مكة التاريخية والأثرية، ص ٢٢٣.
(٢) وردت في الأصول "كثير" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.