للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غضبا فإنه أشيع قتل شهوان بن رومي الزبيدي لأجل أخذه للقاضي الحنبلي وتغريمه وهو صهره أبو زوجته التي ماتت معه في هذا العام ولم يصح ذلك، بل إنما هو لأجل تفرقه الخيل فلم يعطها أو لم ينصف هو ولا أخواه شرف الدين وقايتباي ويقال: إنهما كانا معه والله أعلم.

وفي صبيحة يوم السبت، أو ليلته تاسع عشري الشهر، وصل قاصد من جدة وأخبر بوصول نائب جدة إليهما الأمير بردبك الأشرفي قايتباي ومعه زين الدين المحتسب ورأيت بخطه إنه ناظر وصيرفي ومحتسب وكاتب السنابيق (١)، ومعه أيضا ناصر الدين الكراني وهو كراني (٢)، بل يقال: أنه شريك زين الدين في النظر والصيرفية وهو الصحيح، ووصل معهم في المراكب محمد (٣) وأحمد ابنا شيخ الباسطية الشمس محمد البخاري، ومعهما مرسوم بشركة أخيهما في إمامة الحنفية، وفي مشيخة الباسطية والمدرسة المندوية (٤) والكتب الذي خصه أبوه بها والله أعلم بذلك، ومعهم


(١) كاتب السنابيق: هو الذي يقوم بإحصاء القوارب وحركتها في نقل البضائع من الجلاب والسفن الكبيرة إلى البر ومن البر إليها. العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٨٦ حاشية رقم (١).
(٢) الكراني: الكاتب بالسفينة أو المسجل أو الامين بها، وعليه أن يكتب كل ما في السفينة من متاع وقماش وبضائع وغير ذلك. يحيى بن الحسين: غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ٢/ ٦٤٨ حاشية رقم (١).
(٣) محمد بن محمد بن محمد السراج محمد بن السيد البخاري الأصل المكي، أبوه شيخ الباسطية، ممن سمع على السخاوي وقرأ عليه سنة ٨٩٤ هـ، وتزوج سنة ٨٩٩ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٩/ ٢٨١.
(٤) المدرسة المندوية: هي المدرسة المعروفة بالمدرسة الخلجية التي تنسب إلى صاحب مندوة من بلاد الهند محمود بن نعتب الخلجي ت ٨٧٣ هـ، وكانها عند باب أم هاني. السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ١٤٨. خالد الجابري: الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي ٢/ ٣٩٧.