للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة، خامس الشهر، وصل نائب جدة الأمير بردبك وزين الدين المحتسب وناصر الدين الكراني وهما ناظران صيرفيان وأولهما محتسب أيضا وكاتب السنابيق وثانيهما كراني.

وبعد العشاء، بعد أن خرج للقائه إلى [خارج] (١) مكة بعد العصر قاضي القضاة الشافعي والباش أينال الفقيه، وعادا قبله، ولما دخل هو وجماعته طافوا وسعوا وخرجوا إرسالا إلى الزاهر الصغير.

ووصل إلى مكة في هذه الليلة أيضا السيد/الشريف وأولاده.

وفي صبيحتها، خرجوا للقائه إلى الزاهر وكذا الباش والمحتسب سنقر الجمالي، فخلع على الشريف وولده وعلى الباش والمحتسب ودخلوا جميعا إلى مكة ثم المسجد الحرام، ولاقاهم بباب بني شيبة قاضيا القضاة الشافعي والمالكي وجلسوا بالحطيم تحت زمزم، وأعطى كل واحد من الشريف وولده والقاضي الشافعي والمالكي والأمير مرسوم، وقرئ مراسيم الأربعة الأولين وليس فيها تاريخ، وفيها الإخبار بإرسال نائب جدة ومعاضدته ومناصرته وبسط حرمتهم وإقامة ناموسهم.

وفي مرسوم الشريف والقاضي التوصية بإبن الطاهر كثيرا والإخبار بأن القاضي زين الدين المحتسب وناصر الدين الكراني ناظران وصيرفيان بجدة، والأول محتسب والثاني كراني، ومن الأول أيضا كتابة السنابيق على عادته، وفي الأول وحده إرسال مالك (٢) بن رومي الزبيدي (٣) إلينا، ولبس كل واحد من قاضي القضاة


(١) وردت في الأصول "خروج" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) مالك بن رومي، أمير خليص وخال الشريف جازان، توفي في سنة ٩١٣ هـ. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٨٧، ١٢٧، ١٨٤. الجزيري: درر الفوائد المنظمة ص ٣٥٠، ٣٥٦، ٣٥٧.
(٣) الزبيدي: بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء المثناة وفي آخرها دال مهملة - هذه النسبة إلى