للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الجمعة، ثاني عشر الشهر، ماتت المرحومة بنت علي ابن حجة التي كانت زوجة للشيخ أبي بكر العراقي، وصلي عليها ضحى عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة عند سلفها.

وفي فجر هذا اليوم، ولدت أم الحسين بنت قاضي القضاة نجم الدين بن يعقوب المالكي.

وفي يوم الأحد، رابع عشر الشهر، تغيظ الترك على القاضي الشافعي لكونه لم يفرق عليهم حلاوة/النصف (١)، واجتمعوا بالباش فأرسل للهيصمي فحضروا وغلظوا عليه، فأجاب بأنه لم يفرق شيئا من يوم ولي، بل في كل سنة يكون بجدة، فأغلظ عليه الباش فما وسعه إلا السكوت، وأخبر القاضي بذلك فقال له: أرضهم فأرضاهم بأن يعطي كل واحد منهم ستة محلقة أو ستة أرطال مشبك من السوق.

وفي ليلة الثلاثاء، سادس عشر الشهر، مات الشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الشيخ أبي القسم المسدالي التونسي الحاني المغربي نزيل مكة، ونائب الأئمة بمقام المالكية مدة ابن عم الشيخ أبي الفضل وصفية بنت أبي القاسم بن أبي عبد المعطي الأنصاري، وصلي عليهما بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنا بالمعلاة، الأول عند المغاربة المدفونين عند تربة الشيخ عبد المعطي، والثانية عند جدها الشيخ أبي العباس (٢) بن عبد المعطي بالقرب من السور، وهي شهيدة إن شاء الله إثر نفاس لها نحو شهر جاءت بصبي واستمرت وجعة إلى أن ماتت رحمها الله تعالى.


(١) حلاوة النصف: المراد بها حلاوة النصف من شعبان، وتؤخذ من أجل البركة، وهي من الأمور المبتدعة.
(٢) أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد الأنصاري الخزرجي، أبو العباس النحوي المالكي شهاب الدين، نحوي الحجاز. ولد سنة ٧٠٩ هـ بمصر وسافر منها إلى بلاد المغرب، ورحل إلى مكة، وكان حسن التعليم، وله نظم وشعر، توفي في يوم -