للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد النبي (١) المغربي حبس بالمقشرة بعد [إهانته] (٢) بسبب أن غريمه القاضي المالكي المحمول من الشام إليّ لما حمله أظهر السلطان محضرا مثبوتا بغزة مضمونة أن عبد النبي كان سنة الفصل بغزة، وأن جماعة من المغاربة ماتوا بها وخلفوا نحو ثمانين ألف دينار في صناديق استولى عليها عبد النبي فانكر، ثم اعترف ببعضها فحبس ولم يصح حبسه.

وفي آخر يوم الأربعاء، عاشر الشهر، مات محمد بن الشيخ سعيد شيخ رباط بعلجد (٣) - (٤) هو وأبوه، وصلي عليه بعد صبح يوم الخميس، ودفن بالشبيكة وشيعه جماعة من الفقهاء والفقراء، فيهم قاضي القضاة الشافعي والخطيب، وجعل القاضي الشافعي شيخا للرباط عوضه الله فقيه أخوانه الفقيه عبد الله اليمني الموزعي المكي.

وفي يوم الخميس المذكور، صلى أحمد بن شيخ [رباط] (٥) الباسطية بمقام الحنفية، ثم أخوه محمد في يوم الجمعة الآتية.


(١) عبد النبي بن محمد بن عبد النبي المغربي ثم الدمشقي المالكي، من الرجال الفضلاء دخل الروم فاشتغل بها ثم سكن دمشق ثم سافر إلى مكة، وحج في سنة ٨٩٧ هـ، وجاور في سنة ٨٩٨ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٥/ ٩٠.
(٢) وردت في الأصول "إهانة" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) رباط بعلجد: يقع على مقربة من باب الحزورة وباب إبراهيم، قرب رباط السيد حسن بن عجلان، وكان وقفه في سنة ٧٨٧ هـ، ووقفه الجمال محمد بن فرج المكي المعروف بابن بعلجد. الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٣٠. الطبري: الأرج المسكي، ص ٧٦. حسين عبد العزيز شافعي: الرباط في مكة المكرمة، ص ١٥٥. رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى جامعة أم القرى عام ١٤١٦ هـ.
(٤) بعلجد: الجمال محمد بن فرج المكي المعروف بابن بعلجد توفي سنة ٧٩٠ هـ، له مآثر حسنة منها رباطه هذا والسبيل الذي عند عين بازان بالمسعى. الفاسي: العقد الثمين ٢/ ٣٣٦.
(٥) وردت في الأصول "الرباط" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى، لأنه لا تجتمع معرفتان لشيء معين.