وفي ليلة الأحد، رابع عشري الشهر، وصل مكة قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة وأولاده وعياله.
وفي صبيحتها شمرت الكعبة، ووصل قاصد من كاتب السر البدري بن مزهر ومعه ورقة يخبر فيها بوصول صحبة الحاج ومعه عياله وأخوه وأمه زبيدة مع المحمل.
ووصل قاصد صاحب ينبع ومعه أوراق من الفخر الشلح الجمال المصري، واستفدنا أن القاضي محي الدين عبد القادر (١) بن تقي الدين المالكي قاضي القضاة بمصر وصل معه ولده وعياله بها وأن السلطان أنعم عليه بمائتي دينار وكذا الشريف إسحاق صهر قاوان وعلى الشيخ أحمد بن حاتم المغربي بثلاثمائة دينار وصحبة شيخ رباط السلطان شهاب الدين سبط الشيخ مدين، ووصل مع الحاج أيضا الشريف الرافعي وصيه ابن الغنومي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي يزيد، وأبو النجا بن أبي الطيب، وقاضي الحنفية بحلب محمود ابن أجا، والشمس ابن أبي درى المالكي، والأمير ابن المجد القلعي، وأن صالحا الحنفي وغيره من الحجازيين واصلين بحرا.
وفي ليلة الأربعاء، سابع عشري الشهر، دخل مكة السيد الشريف وأولاده من الوادي، وفيها دخل بعض الأتراك سبقوا من الأول.
وفي صبيحتها، توجه السيد الشريف بركات وقاضي القضاة الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة إلى ملاقاة القاضي كاتب السر البدري بن مزهر، وكان مع
(١) هو عبد القادر بن أحمد بن محمد بن علي بن تقي، الدميري المالكي، كان عالما فاضلا من أفقه المالكية في زمانه، وأكثرهم هيبة ووقارا، انتهى إليه قضاء المالكية بمصر في عهد السلطان قايتباي، توفي في ذي القعدة سنة ٨٩٥ هـ. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٢٧٦. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ٢/ ١١٣.