للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونهب الحجاج في العام الماضي إلا أمير الحاج، وجاءوا معه للحج ولما جاء العرب بما أخذوه وباعوا كثيرا منه على الحجاج، ولم يصل معهم إلا محفة واحدة وبعض شقق يسيرة.

وحاج الشاميين والمصريين ضعيف، وتكلم عند كاتب السر في القاضي الحنفي أبي القسم بن الضياء وظلمه وأخذه [حق] (١) المسلمين جماعة منهم النوري علي بن ابن عم أبيه أبي الليث بن الضياء وعبد القادر الطنبداوي وعلي بن الناصري وبالغ فيه هذا بعد أن جمع بينهما بمجلسه، وذلك بحضرة القاضي الشافعي وأراه الأولان تعديه بحقهما بمنى وخروجه في طريق المسلمين، وقال لهما: إشهدوا بذلك، ثم لقيه بالطريق، وقال له: الناس يشتكون منك وغدا يعقد لك مجلسا بالقضاء، ثم بطل ذلك بدخالة الشافعي والشيخ أحمد بن حاتم، وكان رد ضيافته ثم قبلها بعد دخالتهما أو الأول.

وفي يوم الجمعة، سابع الشهر، مات ابن (٢) حسن بن فهد الهاشمي وصلي عليه ضحي عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة عند سلفه.

وفي يوم الصعود وصل أخو الحنفي صالح من ينبع مطردا على راحلة، بعد أن وصلها هو وولده وعياله بحرا من مصر، وتخلف أولاده بها إلى أن جاءوا بحرا، ووصلوا مكة في الحادي والعشرين من الشهر.

ووصل مع الشاميين صدقة الأروام وهي سبعمائة دينار للناس ومائتين للشيبيين، فأخذ الشريف من السبعمائة ثلثها، وفرقها الشافعي على العادة بعد أن


(١) وردت في الأصل "حقق" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) أحمد بن حسن بن عطية بن محمد بن فهد الهاشمي المكي، سمع على السخاوي بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٢٧٤.