ذكر أنها خمسمائة وأن الشريف أخذ ثلثها وخص القضاة ظاهرا سبعة سبعة والناس يتفاوتون، وكنت ممن خصني ثلاثة وكثير من الناس لم يحصل لهم شيء، وأعطى صالح أربعة فردها، وكان سلم عليه الشافعي بمنى وهو راكب فتأثر لذلك، وكنت معه وهو يعتب عليه في عدم سلامه وفي/إعطائه وإنه ما بقي يحصل له شيء من الصدقات، وأن مكة ما بقيت تسكن، وإنه ينتقل منها وغير ذلك، فلما وصلت إليه الورقة تأثر واشتكى لبعض أصحابهما ذلك، وذكر أن له عنده مائتي دينار بلا رهن، ولو مات ضاعت عليه وكان أوعده بسكنى دار السلسلة، فتوقف ثم فعل، والله يصلح أحوال المسلمين ويشغل المؤذيين بعضهم بعضا.
[وكانت الوقفة يوم الأحد](١).
وفي يوم الأربعاء، ثاني عشر الشهر، نفر أمير الأول كرتباي الأشرفي وحجاجه وسافر، وكان الأمير شاهين ومعه المدنيون.
ونفر القاضي كاتب السر البدري بن مزهر إلى مكة.
وفي يوم الخميس، ثالث عشر الشهر، نفر أمير المحمل أمير مجلس تنبك الجمالي وسافر هو وحجاجه والقاضي كاتب السر، وبعضهم في الليلة التي تليه.
وخدم السيد الشريف والقاضي الشافعي القاضي كاتب السر خدمة عظيمة، وبالغ في ذلك الثاني واختلط به كثيرا وتردد إليه القاضي كاتب السر ليلته بمكة، وتوجه إليه بمنى أيضا.
وخدمه الباش والتجار كثيرا، وأهان بعض التجار وسافر وبعضهم محبوس.
وسافر أمير الشامي بلباي والحجاج معه في ليلة الإثنين، سابع عشرة الشهر.
(١) ما بين حاصرتين لم يرد في الأصل، وما أثبتناه من النسخة "ب" لسياق المعنى.