للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخر يوم السبت، ثالث عشر الشهر، وصل الخبر من السيد الشريف إلى قاضي القضاة الشافعي، بأنه وصل إليه من صاحب ينبع دراج ورقة منها أن الأمير الكبير أزبك وصل إلى ينبع منفيا، وأن السلطان نفى جماعة وغرق آخرين، وقانصوه خمسمائة لا يعلم له خبر، وكذا يقال أظنهم أن قانصوه خمسمائة نفيّ إليها، فلم يجدوه ووجدوا نائبها مات فنهبوها أو غالبها، وعادوا فاجتمع عليهم خلق من العربان.

وفي يوم الإثنين، خامس عشر الشهر، جاءت الأوراق من جدة بأنه وصلها، فتوجه إليه السيد بركات إلى جدة وحمل له جميع أحماله وهي ثمانون حملا.

ثم في ليلة الجمعة، تاسع عشر الشهر، دخل مكة ومعه ابنه يحي والسيد بركات، وقاضي القضاة الشافعي، والأمير الراكز أينال الفقيه، والسيد إسحاق صهر قاوان الخواجا، والخواجا عبد الرحمن بن الجمال الطاهر، وكانوا خرجوا للقائه من مكة بعد العصر، ثم فارقه السيد بركات من المسعى، ودخل الآخرون معه المسجد، بعد أن دخل بيت الأمير أينال بالشرابية (١) وتوضأ وطاف، ولما خرج للمسعى تفرقوا عنه من باب الصفا خلا الباش فجلس عند باب مترله وهو [الكلبرقية] (٢) بباب الصفا، وأجلى له أيضا ببيت إبراهيم بن الزمن بباب الصفا وسعى راكبا وعاد إلى الكلبرقية وحلق رأسه، ومد له مأكول خفيف من قاضي القضاة الشافعي، ثم في الصباح، قدم الناس للسلام عليه فلم يقم لأحد، إلا للقاضي الشافعي ولشيخنا شيخ الإسلام شمس الدين السخاوي في القدوم لا في الإنصراف، وأرسل له قاضي الشافعية


(١) المراد بها المدرسة الشرابية، حيث كانت هذه المدرسة سكنا لأمراء المحمل المصري في العصر المملوكي. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٣.
(٢) وردت في الأصل "الكبرقية" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.