للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه بعد العصر عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي، ودفن عند سلفه بالمعلاة.

وفي يوم الثلاثاء، ثامن الشهر، ماتت الحرة خالة أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن ظهيرة، وصلي عليها بعد العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة.

وفي هذا اليوم، جار القاضي شرف الدين أبو القسم الرافعي ابن ظهيرة على عمر بن يحيى الرسولي فسبه وكان من كلماته التى سمعها "الله يخرب ديارك"، فاشتكاه عند أمير الركب أينال الفقيه، فأرسل له نقيبين، فحضر إلى الباش ومعه أخوه وخاله صالح وابن خاله الآخر فأدعى على الرافعي بسبه، فأنكر فأوجب عليه الأمير يمينا، فخرج ليحلف، وكان عند الأمير الجمال محمد بن أحمد البوني فدخل على الرافعي إلى أن أخرّ ذلك بعد أن أراد صالح يتكلم، فأقامه الأمير وتهدده وأخذ بيده المدكة، وصار يضرب بها الأرض ثم عاد بدخالة (١) البوني بشرط أنه لا يتكلم، ثم أراد الكلام فأقامه مرة ثانية هو وابن أخيه أيضا، وجلسا جانبا عنهم وحصل عليهم خزى.

وفي يوم الأربعاء الذي يليه، تاسع الشهر، دخل للباش أيضا المحيوي عبد القادر بن الشيخ نجم الدين بن ظهيرة، يشتكي شخصا شاميا غلاما باعه بغلة في الموسم بإثنى عشر دينارا، فعرفها أمير الشامي وأدعى أنها له وإنها ذهبت مع غيرها، وأخذها من غير إثبات ثم دخل ابن ظهيرة على الشريف إسحاق صهر قاوان فأخذ


= جمال الدين ابن شهاب الدين أبي العباس بن كمال الدين أبي الفضل بن العفيف بن القاضي التقي القرشي العمري الحرازي الأصل المكي الحنفي، ولد في جمادى الأولى سنة ٨٣٠ هـ بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن، ومات في فجر يوم السبت، خامس صفر سنة ٩٠١ هـ بمكة ودفن بالمعلاة. السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٧٥.
(١) الدخالة: هو التوسط والترحم وطلب العفو من القادر على ذلك، وهي ما زالت موجودة إلى الآن. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٢٧٥.