للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له منه ستة دنانير، فقال له الباش: أمير الشامي لم يثبت وسلمها له حتى يرد لذلك الثمن، فكثر كلامه وانفصل.

ثم في يومه، وصلت ورقة من المدينة من الشمس محمد بن الزين القطان إلى الباش وهو يشتكى من المحيوي المذكور، أنه عمل في سنة تسع وتسعين وقف قانباي (١) الحسني وله فيه أربعة دنانير ولم يوصله ذلك، ويسأله في خلاصها منه، فأرسل له في يومه مرتين فلم يوجد، ثم في ثاني تاريخه وجده الرسول وجاء به إلى الباش، فسأله فأنكر، فأمره بإحضار الجريدة (٢)، فقال: أرسلتها إلى مصر، فلم يقبل منه وتلاحما في الكلام، فشال الأمير عليه الدكة فمسكها، فأمر بوضعه عنده في المقعد وضرب تحت رجليه نحو الأربعين عصاة، ووضعوا أيديهم على فمه ورسم عليه فيها إلى أن قال له القاضي الشافعي: أنا أسلمها فرفع عنه الترسيم.

ثم في يوم الجمعة، حادي عشر الشهر، توجه إلى الباش القاضيان الشافعي والمالكي وأبو المضروب وعرفوه به وبقرابته من القاضي وأنهم يعطون المبلغ لوكيله وبالله المستعان ولا قوة إلا بالله.

وفي ليلة الثلاثاء، ثاني عشري الشهر، مات علي بن محمد ابن علي الشيرازي التاجر نزيل مكة والد حسن.


(١) قانباي الحسني، الظاهري أحد أمراء العشرات، ووالي القاهرة، وهو من عتقاء الأشرف أينال، مات بالطاعون في رمضان سنة ٨٧٣ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٦/ ١٩٥.
(٢) الجريدة: دفتر الأرزاق، والجريدة أيضا الصحيفة التي تسجل فيها المنشورات، وهناك الجريدة السوداء وهي من سجلات الجند في الدولة الإسلامية التي يكتب فيها أسماء الجنود ورواتبهم واسلحتهم. القلقشندي: صبح الأعشى ١٠/ ٣٩. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ١١٦.