للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الخميس، خامس عشر الشهر، جاء قاصدان من المدينة ومن صاحب ينبع ومعهما من الخبر أن صاحب المدينة حسن ابن [زبيري] (١) نهب المال الذي بالقبة بالمسجد النبوي (٢)، ويقال فيها قناديل كثيرة ذهبا وفضة وخمسة عشر ألف دينار أو عشرون للسلطان.

ورأيت بعض الأوراق الواصلة من المدينة الشريفة، وهي من القاضي الشافعي صلاح الدين بن صالح إلى قاضي المالكية بمكة النجمي بن يعقوب، وتاريخها تاسع الشهر، وفيها أنه جاء ضحى إلى المسجد في جمع، ودخلوا المسجد وأخذوا ما بالقبة الشريفة.

وفي يوم الإثنين، تاسع عشر الشهر، مات الجمال محمد بن الشيخ عبد الله بن الشيخ الكبير عمر العرابي من دم تحرك به، وهو أنه تعشى ونام وفي الصباح وجده أهله لا يعي وهو ينفخ، فجيء له بالأطباء فامسكوا عن فصده وغيره حتى يظهر له أثر، ثم أثناء النهار قضى نحبه ، وصلي عليه بعد الصبح عند باب الكعبة، وشيعه خلق لا يحصون من الفقهاء، والقضاة، والتجار، والفقراء، وهلل الفقراء وحملوا


(١) وردت في الأصول "زهيري" وما أثبتناه هو الصواب من السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٣ والتحفة اللطيفة ١/ ٢٧٦.
(٢) جاء هذا في بلوغ القرى وفي التحفة اللطيفة ١/ ٢٧٦ "انه جمع جمعا ودخل المسجد النبوي وجاء إلى حاصل القبة فهشم بابه، ونهب ما فيه من قناديل الذهب والفضة، وجمع الصواغ فسبكوها".
وقد برر سبب هجومه على الحرم ونهبه، أن شريف مكة محمد بن بركات، اخذ ميراثه في جدة، وان توليه على المدينة لقاء مال اخذ منه في جدّه، وما دفعه إلى هذا العمل إلا حاجته إلى المال. السخاوي: التحفة اللطيفة ١/ ٢٧٦. عارف احمد: تاريخ أمراء المدينة، ص ٣١٦.