وكان هذا المطر عاما سقط منه بعض مسجد نمرة الذي بعرفة.
وفي ثاني تاريخه صبح يوم الثلاثاء سابع عشري الشهر فتح البيت الشريف شيخ السدنة الجمالي الشيبي، وغسل البيت وثيابه من داخله ومن خارجه.
وشرع ناظر المسجد الحرام قاضي القضاة الشافعي الجمالي بن ظهيرة في تنظيف الحجر ثم المطاف.
وفي يوم الأربعاء، ثامن عشري الشهر، نظف المطاف وساعده الشريف إسحاق صهر قاوان في المطاف وفي الحاشية.
وصلى الإمام الظهر في هذا اليوم عند الكعبة واستمر على ذلك أياما يسيرة، ثم عاد إلى خلف المقام، ومن حين وقع السيل كان يصلي الإمام بسطح المسجد، وأمر أمير كبير الباش أن ينادي بأن الناس لا يتخلفون عن المساعدة. فنادى قبادر الناس ثاني نهار يوم الخميس فعمل أمير كبير من عند باب الصفا، والباش عند باب السلام، والناظر في الحاشية ووسط المسجد، وولد الناظر وغيره في رواق باب إبراهيم والشريف إسحاق أمام باب الزيادة، والخواجا على الشيزواري أمام دكة الجبرت وإلى باب السلام، والخواجا علي راحات أمام الباسطية وإلى باب العمرة وإلى وسط المسجد، ففرغ الرواقات في هذا اليوم، وأراد التجار أن يبطلوا، فأرسل لهم أمير كبير بأنهم لا يبطلوا، وذكر صاحب مكة فأمر القاضي الشافعي جماعة الشريف بإرسال عمال يعملون فجاءوا بجماعة يسيرة عملوا عند باب الحزورة، وقطع الزيادة الشريف أبو القسم الغلة بعمال قليلين، ثم أكملها في ثالث يوم، واستمر عمل التجار، ثم تركوا إلا الشريف إسحاق فاستمر هو والناظر إلى أن فرغ العمل في يوم الثلاثاء، رابع شهر ربيع الثاني، وجاودوا على الأكوام كلها وهي خمسة بمائة وخمسين دينارا فيما سمعت، خلا ما رمي على أبواب إجياد والصفا وعلي، وساعد أيضا أمير كبير فيما هو خارج