للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل الكعبة، ووصل بها إلى [ما] (١) بين القفل والحلق، وعلا بوسطها أكثر من نصف قامة، وأغرق قناديل المطاف بل وبعض العوارض فوقها، ودخل القبب وأتلف بعض المصاحف وبعض البخاري المشهور الذي في ثلاثين جزء، [وعلا] (٢) على دكك الزيادة بنحو شبر، وأظهر عند باب الحزورة الساسات التي بين الأساطين، وطاح بعض جدر الزيادة الغربي والدار الموالي له لصاحبنا العز بن زايد وغيره، وتهدم كثير من الدور، ومنها [المطل] (٣) على المسجد بعض بيت الرافعي وبعض بيت أبي حامد ابن ظهيرة وجميع بيت الفاسي، ولم يسمع بأحد مات من السيل ولا تحت الهدم مع كثرتها، سوى شخص واحد ذكر لي أنه سحبه سيل إجياد، ودام السيل بالمسجد كثيرا وتفسخ منه منبر الخطيب ثبت سفله بمحله، وانقلب علوه إلى جهة البيت، وثبت أيضا بأرض المطاف وخرجت القبة منه وعام درجة البيت والمنابر وانكسر بعضها، وانفلق بابا إبراهيم إلا فرغيهما، وملأ جميع المسجد من الأوساخ، وهذا السيل أكبر من السيل الذي كان في العام الماضي وأقل من السيل الذي في سنة سبع وثمانين، فإن ذلك ما أظن دخل المسجد أكبر منه (٤) والله أعلم.


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى ..
(٢) وردت في الأصل "على" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) وردت في الأصل "المطلي" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٤) كان هذا السيل من السيول الكبيرة التي دخلت المسجد الحرام، وأثرت عليه، ولكن كان هناك من السيول ما هو أعظم منه، وخاصة السيل الذي وقع في عام ١٠٣٩ هـ حيث قارب إرتفاعه رأس القناديل الموجودة في حاشية الطواف، وكذلك سيل سنة ١٠٩١ هـ حيث دخل المسجد الحرام وبلغ نصف الكعبة. الطبري: الأرج المسكي، ص ١٠٦. إبراهيم رفعت باشا: مرآة الحرمين ١/ ١٩٨ - ٢٠٠. محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم ٢/ ١٩٤ - ١٩٨.