للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نحو جمعة، ثم عمل النورة (١) من فوقه.

وفي ليلة السبت عشرين الشهر مات قاسم بن محمد الشريطي (٢) المتسبب (٣) بالسويقة (٤)، وصلى عليه ضحى يوم الليلة المذكورة عند باب الكعبة ودفن من يومه بالمعلاة، فوق تربة بيت الجمال المصري، وكان رجلا ساكنا، ظاهره الخير، ومواظبا على الصلاة والجماعة، وسمعت أنه كبير السن ولعل القائل لي قال: إنه في الثمانين أو التسعين والله اعلم.

وفي آخر ليلة الاثنين أو أول يومه ثاني عشرى (٥) الشهر ماتت أم هانئ (٦)


(١) النورة: وهي من الخامات المحلية أحجار تعرف بالنورة البلدي، وبمكة المكرمة منجم للنورة يبدأ من بعد عمرة التنعيم ويبعد عن المسجد الحرام بخمسة عشر كيلا إلى جهة التنعيم أي من بعد قبر السيدة ميمونة أم المؤمنين من جهة الشمال الغربي إلى اليسار ويمتد في الأرض عروقا إلى عدة كيلومترات، ويأخذ أهل مكة النورة البلدي هذه ويخلطونها بتراب مكة ويعجنون الخليط جيدا بالماء حتى يكون طينا فيبنون به البيوت والعمارات والنورة قوية جدا تمسك التراب فلا يتفتت سريعا إذا خلط بمقدار معلوم. الكردي: التاريخ القويم ٢/ ٢٦٥ - ٢٦٦.
(٢) الشريطي من شرط، والشرط هو: إلزام الشيء والتزامه في البيع ونحوه وألزمه شيئا فيه. الفيروز آبادي: القاموس المحيط، ص ٨٦٩، المنجد في اللغة والأعلام، ص ٣٨٢.
(٣) المتسبب: هو شخص من الناس يكسب أجره عن طريق البيع والشراء وقد يلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري ويأخذ أجره على ذلك. الباشا: الفنون الإسلامية ٣/ ٩٩١.
(٤) السويقة: كانت بمحلة الشامية بين المروة وقاعة الشفاء وكلها دكاكين للكساء وغيره وهي من أكبر أسواق مكة وكانت ذات مظلات لاتقاء حر الشمس وماء المطر، واليوم انتقلت إلى شرق المروة وأخذت نفس الاسم. الغزاوي: مكة المكرمة في شذرات الذهب، ص ١١٢ - ١١٤.
(٥) وردت في الأصول "عشرين" والتعديل هو الصواب.
(٦) تصرف الناسخ في رسم هذا الاسم في أغلب المواضع وسوف نثبت الصحيح في جميع المواضع دون الإشارة إلى ذلك.