للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمران، وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، وترك والديه وإبنين وزوجة ونقدا وقماشا يقال: أن الجملة نحو أربعمائة دينار، وأوصى على ولديه تاجرا يسمى ابن مليح مع كفاة والديه لكن خشية الضياع، وهذا خلاف مذهب الشافعي أن الوالد أولى وإن أوصى لغيره، وشيعه جماعة وله مدة طويلة وهو وجعان.

وفي يوم الأربعاء المذكور، ضرب الباش أينال الفقيه بعض المماليك الخمسين، وسببه أن إمرأة تزوجت من بعض غلمانه برضا أمها، ثم إن أمها بعد الدخول أخذت بنتها وخرجت بها، فأنكر عليها بعض العوام، فتعصب لها المملوك المذكور وضرب العامي ضربا كثيرا فاشتكاه للباش فأحضر المملوك وضربه/نحو العشرين عصاة فتعصب له المماليك فجاءوا وأظهروا التشويش عنده، فسأل عن [حكايته] (١) فحكيت له كما حكينا، فضرب العامي ضربا كثيرا قال: لكونه فضولي والمرأة لكونها تعدت بأخذ بنتها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وفي يوم الإثنين، سادس عشري الشهر، تحقق الخبر الذي أشيع من أيام وهو أن عجل بن غذفاء اللامي [تعدى] (٢) أو زحف إلى بلاد صاحب مكة بالشرق، فأرتفع عرب شامان في الحرة (٣)، وأعزل جماعة من عرب عجل فظفر بهم الشامانيون فيما يقال، وقتلوا إبنا له وغيره وأخذوا له ثمانية وعشرين فرسا وهو جالس هناك في كثرة، ويقال: إنه في نية الشريف التوجه إليه والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير (٤).


(١) وردت في الأصل "حكايه"، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "بعدا" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٨٨.
(٣) الحرة: الأرض التي تغطيها الصخور البركانية السوداء. يحي عبد الرؤوف جبر: معجم الألفاظ الجغرافية الطبيعية، ص ٤٢. رشدي بك الصالح: جبال الحجاز "الحرار"، ص ٤٩٩، مجلة المنهل، المجلد السابع، العدد ١ محرم ١٣٦٦ هـ.
(٤) لقد ساد السلم والاستقرار بلاد الحجاز في أواخر عهد الشريف محمد بن بركات، إذ دانت -