للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشق عليهم خصوصا لكونه بلا معلوم فأمر بالثلاثة فضربوا تحت أرجلهم، المصري أكثر، ثم ابن بيسق، ثم أحمد، وأرسل يفتش لإبن الريس، فلازم القاضي الشافعي الناظر ثاني يوم، ثم أرسل في هذا اليوم يوم الجمعة بعد العصر للدوادار وتكلم معه، أن هذا الأمر ما يناسب وهذا الأمر متعلق بي وهو لا يطلب [دعواهم] (١)، ويخشى منهم التعطيل وكان القاضي المالكي حاضرا فساعد بكلام كثير، فتوجه الدوادار للأمير وعاد وقال: إنه قال ما بقي يتكلم في شيء، والله أعلم بما يكون.

وفي هذه الأيام، صار السيد العجمي الذي يجلس عند باب علي يصيح في المسجد وعند الكعبة، [ويشتكي] (٢) على الباش في ضربه لإبن بيسق، وترصد له في أخذه ليهينه فلم يقدر عليه إلا في ظهر يوم الأحد، حادي عشري الشهر، فكان في الحجر، فدخل إليه هو ومماليكه وبعض غلمانه وحملوه مرابعة (٣) وتوجهوا به إلى مترله بالشرابية، فلما صلى الظهر أمر به فضربه خمسا وسبعين عصاة على رجليه، أو ضربه ووضعه في الحديد، فلما كان بعد العصر، جاء يحي بن أمير كبير أزبك إلى الباش وشفع فيه، فأمر به ففك وأرسل به مع خازنداره إلى أزبك بالطواف وسلمه له، وعاد فسلم على يد الشريف فأراد أن يسلم على رجليه، فامتنع وقال له: أنت مجنون لأي شيء تصيح ما تجلس بمحلك ومن جاءك عرفني، وإن شئت أبني لك راية.


(١) وردت في الاصول" دعاهم "وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وردت في الاصول" ويستلي "وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) مرابعة: أي حملوه أربعة رجال من الرجلين واليدين. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٣٢٥. المنجد في اللغة والأعلام، ص ٢٤٦.