للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمر بن فهد الهاشمي، تغمده الله برحمته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته، ولما أن فرغنا من تغسيله وتكفينه وهو/على المغسل، وهو تحت السماء، غيمت السماء، وأرخت [عزاليها] (١)، فتركناه (٢) ساعة، والمطر ينزل عليه، ثم وضعناه في نعشه وحملناه والمطر نازل إلى أن دخلنا به المسجد والمؤذنون يؤذنون الأذان الأول لصلاة الصبح فجئنا به إلى باب البيت، ثم وضعناه بمقام الخليل ، ثم لما أن فرغ المطر حمل إلى باب البيت، وصلى عليه عنده بالناس قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة الشافعي، بعد صلاة الصبح وحمل إلى المعلاة ودفن من يومه بمقبرة سلفنا، بقبر بكر [لم] (٣) يدفن به قبله أحد، وشيعه خلائق كثيرون، رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين.

وفي ليلة الخميس رابع عشرى (٤) الشهر، وصل قاصد من الحاج، وأخبر أن الحاج بخير، وأن الأمير الدوادار (٥)


= أبو زكريا بن النجم أبي القسم الهاشمي الشافعي - شقيق المؤلف - ويعرف بابن فهد ولد سنة ٨٤٨ هـ وأخذ عن كثير من العلماء بمكة والقادمين إليها وكان عاقلا، ذكيا، خبيرا بالشعر، اختصر وألف. السخاوي: الضوء اللامع ١/ ٢٣٨ ترجمة رقم ١٠٠٤، وجيز الكلام ٣/ ٩٠٩ ترجمة رقم ٢٠٥٩، البغدادي: هدية العارفين ٦/ ٥٢٩.
(١) وردت في الأصل "عن اليها" والتعديل عن (ب)، والعزلاء: مصب الماء من القربة وتجمع على عزالى. ويقال: أرسلت السماء عزاليها: انهمرت بالمطر. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٦٢٩.
(٢) وردت في الأصل "فتركنا" والتعديل عن (ب).
(٣) وردت في الأصول "ولم"، وحذفت الواو ليستقيم سياق المعنى.
(٤) وردت في الأصول "عشرين" والتعديل هو الصواب.
(٥) الدوادار (الدواتدار): لفظ فارسي مركب من لفظين، الأول عربي وهو "الدواة"، والثاني "دار" فارسية ومعناه "ممسك"، وعرف في العصر العباسي، وصاحبها هو الذي يحمل دواة السلطان أو الأمير أو غيرهما ويلحق به مهمة إبلاغ كافة الأمور والرسائل عن السلطان أو غيره -