للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الثاني، أن السلطان لا بأس به مع صغر سنه، لكن الفتن بها كثيرة، والأمراء يقبضون على القرانصة من الأتراك الأينالية والخشقدمية، وبعضهم غرق وبعضهم نفي، والذين [ينفون] (١) ما يعدون غزة، والسلطان ما معه إلا مماليك أبيه، وتارة يطالبون بمن مضي منهم، والناس على وجل من العسكر ومن تغير الدولة.

ولما كان ثاني عشر صفر، حوسب الزمام، فوجد المنقطع عليه عشرين ألف دينار، فلبسوا موفق الدين مشد الزمام (٢).

وفي ذلك اليوم، كذب عبيد مشد الحوش جوهر التمربغاوي عليه بأنه أخذ نفقة من الدوادار على أن يفتح له الأبواب، فأمر له جماعة ينهبون بيته ويطلعون به، فطلعوا في أسوأ حال فصك بأمره، وأمر بنفيه إلى سواكن، ولبس عوضه جوهر الشمس، ولبس معه أيضا خادمان أحدهما ساقي، والآخر [جمقدار] (٣)، فلما خرجوا سلموا على خوند الجديدة (٤) والدة السلطان، فقالت


(١) وردت في الأصول "ينفقون" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) مشد الزمام: مشد: من الشد بمعنى الضبط والتفتيش، والشاد موظف من العصرين الأيوبي والمملوكي تعهد إليه الدولة بالقيام ببعض الأعمال التي يضاف اسمها إلى هذا اللقب. محمد أحمد دهمان: معجم الالفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ٩٥. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والالقاب التاريخية، ص ٢٦٥.
(٣) وردت في الأصل "مجمقدار"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
والجمقدار: هو الذي يمشي في المواكب السلطانية على يمين السلطان يحمل دبوسا له رأس ضخم مذهب، ومن واجباته أن يكون نظره متجها إلى السلطان لحمايته. السبكي: معيد النعم، ص ٣٤. محمد أحمد دهمان: معجم الالفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ٥٤. مصطفى عبد الكريم الخطيب: معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٢٦.
(٤) خوند الجديدة: هي أصل باي أم الملك الناصر وسرية الملك الأشرف قايتباي وأخت -