للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبني إبراهيم على ستة آلاف دينار في هذه السنة، وأخذ كثيرا من خيلهم ودروعهم بألفين، وترك لهم ألفا، على أن [يعطوه] (١) في كل سنة ثلاثة الآف دينار، وعاد غالب العسكر قبلهم، وحمد الناس لهم ذلك جزاه الله خيرا وأدام نصره على أعدائه.

وفي هذا اليوم، جاءه القاصد الشهاب أحمد أخو جلال الدين وسلم عليه، وجيء بمن طلب للقاهرة، وهو الشهاب الهنيدي ومحمد بن فطيس معلم القبانيين بجدة، فأمرهما بالتوجه للقاهرة فطلب منه الشريف مهلة عشرة أيام، فقال: إلى يوم السبت يكفي، فأمرهما الشريف بذلك ولهم ثالث وجعان وهو خليل القباني.

وفي ثاني يوم، وجع الهنيدي وقالوا: به صب مفرط والله ينجيه.

وفي صبح يوم الجمعة، ثاني تاريخه، حضر بالحطيم السيد الشريف وولده، والقاضي الشافعي الجمالي أبو السعود بن ظهيرة، وولده صلاح الدين، وباش المماليك السلطانية تنبك، والمحتسب سنقر الجمالي، والخواجا وجيه الدين عبد الرحمن بن الطاهر، والقاصد المذكور، وقريء مرسوم للسيد الشريف، وللقاضي الشافعي، وللاميرين وتواريخهم في صفر، والأول في ثاني عشري او ثامن عشري، وبديء بخطبة فيها ذكر الموت، وفيه أن الحجاج وصلوا [بخير] (٢) ووصلنا قاصدكم ومعه كتبكم، وأن صدقاتنا شملتكم بخلعتين والسيد بركات بخلعتين على يد قاصد القاضي الشهابي أحمد، وفيه الثناء على العادة، وفي مرسوم القاضي الثناء عليه، وأنه جهز له خلعة أو خلعتين، فلبس خلعة وكذا ولده صلاح الدين


(١) وردت في الأصول "يعطوا" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٢.
(٢) وردت في الأصول "الخبر"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٢.