للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انفذت إليه المراسم السلطانية بالحضور إلى مصر، ويخبره بكسرة قانصوه وأصحابه بعد وثوبه على السلطنة المرة الأولى، فتوجه من طرابلس وصحبته نائبها ونائب غزة (١) إلى غزة الأمير أقبردي، وخلف بها نائب طرابلس ونائبها أقباي، على أن يلحقوا به لقلة المياه بالطريق، فلما نزل الأمير أقبردي بخان يونس (٢) وهي على مرحلة واحدة من غزة، التقى هو والأمير قانصوه خمسمائة ومن معه ممن صحبه من مصر من الجند، فتحصن الأمير أقبردي هو وغالب من معه بالخان المذكور، وأغلقوا بابه، وذهب طائفة ممن كان معه راجعين إلى غزة، لإعلام نائب طرابلس ونائب غزة، بمحاصرة قانصوه وأصحابه للأمير أقبردي، لينجدوه فخرجوا من ساعتهم، فلم يصلوا إلى الأمير أقبردي إلا آخر النهار، فوجدوهم قد أخرقوا باب الخان، وهم يريدون أن يدخلوا على الدوادار وأصحابه الخان، وهم يدفعون عن أنفسهم فتلاقوا جميعا، وخرج الأمير أقبردي من الخان بمن كان معه، واجتمعوا كلهم على قتال قانصوه وأصحابه، وكان الحرب بينهم شديد إلى أن دخل الليل، وقتل من أصحاب قانصوه مقتلة عظيمة، قتل فيها الأمير قانصوه خمسمائة والأمير ماماي (٣) وفيروز


(١) نائب غزة: هو أقباي الطويل. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٣٨. ابن طولون: مفاكهة الخلان في حوادث الزمان ١/ ١٧١.
(٢) خان يونس: مدينة ساحلية في قطاع غزة، قريبة من الحدود الفلسطينية المصرية، وتشتهر ببساتين البرتقال والليمون وبالكروم والزروع وبعض الصناعات الوطنية. يحيى شامي: موسوعة المدن العربية والاسلامية، ص ٩٧.
(٣) الأمير ماماي من خداد، أحد المقدمين، كان شابا رئيسا حشما وافر العقل، شجاعا بطلا، وكان من خواص الأشرف قايتباي، توجه قاصدا إلى ابن عثمان غير ما مرة، وتولى من الوظائف الدوادارية الثانية، ممن قتل في فتنة سنة ٩٠٢ هـ في مصر بين السلطان الناصر -