للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه أصحابه من الجند وساروا إلى بيت الأتابك أزبك، وعسكروا به يومهم، وأظهر النداء بالسلطنة، وكان لقب بالملك الأشرف، وكان عدة من اجتمع عليه في هذه المرة من أصحابه تقريبا ما بين الأربعمائة إلى الخمسمائة ببيت الأتابك المشار إليه، واستمروا به بقية يوم الثلاثاء، وليلة الأربعاء. فأرسل السلطان من القلعة من الجلبان نحو ألف ماشي بالسلاح على ما يقال، فلما بلغ قانصوه وأصحابه الجلبان إليهم ركبوا من ساعتهم، وخرجوا من بيت الأتابك متوجهين جهة الشام لقصد لقاء الأمير أقبردي (١) الدوادار الكبير، فإنه لما كان اختفى عند موت السلطان قايتباي استمر لذلك مدة، ثم ظهر خبره بغزة ونائبها الأمير أقباي (٢) فأرسل قانصوه خمسمائة إلى أقباي الدوادار الثاني واسمه سيباي فمضى إليه، واستمر عنده مدة ورجع إلى مصر، وبقي الأمير أقبردي الدوادار بغزة عند أقباي المذكور، فلما بلغه أن الأمير قانصوه يريد أن يجهز له تجريدة، هرب هو وأقباي إلى نائب طرابلس (٣)، وهو قريب للأمير اقبردي، واستمر عنده إلى أن


(١) أقبردي الدوادار بن علي باي أمير دوادار كبير، كان أميرا جليلا، وكان أصله من مماليك الاشرف قايتباي، وولي عدة مناصب منها إمرة سلاح، والدوادارية الكبرى، والوزارة، والاستادارية، وكاشف الكشاف، وقريب للسلطان وعديله، تزوج بأخت خوند الخاصبكية، ومدبر المملكة وصاحب الحل والعقد بالديار المصرية، مات في ذي القعدة سنة ٩٠٤ هـ. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٢١. محمود رزق سليم: موسوعة عصر سلاطين المماليك ١/ ٢١١.
(٢) أقباي الطويل، كان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، وكان شجاعا بطلا، كان كاشف الشرقية، ثم ولاية نيابة غزة، ثم بقي رأس نوبة النوب، مات في جمادى الثانية سنة ٩٠٥ هـ. السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٣١٣. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٣٨.
(٣) نائب طرابلس: أينال باي. ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٣٥٧.