للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريفين، وصلى عليه ثاني تاريخه بالروضة الشريفة، ودفن بالبقيع تحت قبة الإمام مالك وشيعه خلق كثير، وتأسف الناس عليه، ولم يخلف بعده أحد مثله (١) ونفعنا به وعوضنا وأياه خير العوض.

وفي هذا الشهر، ضرب الباش تنبك الأخرس، غلاما لبعض الأتراك، فتشوش أصحابه وأغلظوا له، فركب وتوجه لهم فكلموه في السوق بكلام، ولم يسمعوا له، ثم أرادوا الصلح، على أن يلبس المملوك ثوب صوف ويعطيه له فامتنع، فتنكروا له، وقالوا له: أنت ضربت هذا المملوك على أنه أخذ زيادة بطيخة في السوق، وأنت ودوادارك تحتكر السوق، وتأخذ السمن والعسل والزبيب بنقص كثير، ثم يخرج الزبيب على الخمارات (٢)، الغرارة بعشرة أشرفيا،


(١) ولد السخاوي في ربيع الأول سنة ٨٣١ هـ بحارة بهاء الدين بالقاهرة ونقله أبوه إلى المؤدب الشرف عيسى بن احمد، وأقام عنده يسيرا، ثم نقله إلى الفقيه البدر حسين بن احمد الأزهري فقرأ عنده القرآن الكريم وصلى به بالناس التراويح وحفظ بعض الكتب، وأجاز له خلق، وحج وجاور عدة مرات، وشرع في التصنيف والتخريج، ومما صنفه فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، والغاية في شرح منظومة ابن الجرزي الهداية، والايضاح في شرح نظم العراقي للاقتراح، وشرح التقريب للنووي، ومن الشروح شرح الترمذي للعراقي، وشرح الشمائل النبوية للترمذي، والقول المفيد في أيضاح شرح العمدة لابن دقيق، وشرح ألفية السيرة للعراقي وغيرها، وفي التاريخ الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، والتبر المسبوك، والضوء اللامع، والذيل على طبقات القراء، والذيل على دول الإسلام، والوفيات في القرنين الثامن والتاسع عشر واسمه الشافي من الألم في وفيات الأمم وغيرها، واستقر في التدريس، ومات بالمدينة المنورة سنة ٩٠٢ هـ ودفن بالبقيع. السخاوي: الضوء اللامع ٤/ ٢.
(٢) الخمارات: هي أماكن صناعة الخمور وبيعها. محمد عمارة: قاموس المصطلحات الاقتصادية في الحضارة الاسلامية، ص ٢٠٠.