للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء، حادي عشري الشهر، كان ختم (١) القاضي الشافعي لمسلم والشفا.

وفي ليلة الخميس، ثاني عشري الشهر، أو اليوم قبلها وصلت قافلة لطيفة من المدينة، وأخبروا بموت شيخنا شيخ الأسلام والسنة النبوية بقية السلف، شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي القاهري نزيل الحرمين الشريفين في شعبان بالمدينة النبوية، تغمده الله بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنات وعوضه خيرا وعوضنا خيرا وأخلفه علينا بخير بجاه سيد الأولين والآخرين.

وفي أواخر يوم الخميس، وصلني كتاب من المدينة، وأنه مات بعصر يوم الأحد، سادس عشري شعبان، وصلى عليه ثاني تاريخه بالروضة الشريفة، ودفن عند قبة الأمام مالك بن أنس بالقرب من الشيخ شهاب الدين الأسطي بالبقيع رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم أمين ولم يوص، بل وجدت له وصية بخطه كتبها في ثاني رجب سنة تاريخه (٢)، وفيها أنه لا يملك إلا ثلاثين دينارا، وأوقف بعض كتبه بمكة (٣) وبعضها بالمدينة، وفيها يباع ويخرج منها مائة دينار تفرقها إمرأته على


(١) الختم: ختم الشيء يختمه ختما بلغ آخره، وختم فلان القرآن إذا قرأه إلى آخره. ابن منظور: لسان العرب ١٢/ ١٦٤. عبد الرؤوف بن المناوي: التوقيف على مهمات التعاريف، ص ١٥٢.
(٢) يتضح من النص أن الوصية كتبت قبل وفاته، ووجدت فيما بعد.
(٣) يجوز وقف المصاحف والكتب على المساجد والمدارس وطلبة العلم. فإن وقف مصاحف للقراءة في مسجد معين جاز للغني والفقير من اهل هذا المسجد المترددين عليه أن يقرأ فيه، ولا يجوز نقلها منه إلا إذا تخرب وانفض الناس من حوله فتنقل إلى أقرب مسجد إليه وإن وقف كتبه على مدرسة بعينها وأعد لها خزانة، كان الانتفاع بها قاصرا على