وقد أسلفت في ذلك الدرس أن التعامل مع الزوجة فن يجهله كثيرٌ من الرجال، وأقول اليوم -أيضاً-: إن التعامل مع الزوج فن يجهله كثيرٌ من النساء، وأقول للزوجين: لو أن أحداً منكما كان ملاكاً بحسن خلقه ولطفه ومعاملته؛ فإن ذلك لا يكفي، فلا بد من قيام كل منكما بحق الآخر، فإن الحياة شركة بينكما.
تحملان العبء روحاً ويداً والتقى نعم التقى زاد الطريق
نفحة تثمر في النفس الرضا تجعل الأيام كالغصن الوريق
فإذا الدنيا شراع هادئ والمنى تسبح في بحر طليق
أنتما في رحلة العمر معاً تبنيان العش كالروض الأنيق
ومن هنا كان لكل منكما حديث، حديث من قلب محب يتمنى أن يرى السعادة ترفرف على كل بيت مسلم، ويعلم الله أن هذه المحاولة عصارة اطلاع ومشاورات ووقفات وتأملات في بيت النبوة.
أسأل الله عز وجل بلطفه ومنه وكرمه أن يجمع بين كل زوجين، وأن يبارك لهما في حياتهما، وأن يرزقهما الصلاح والفلاح والأنس والمحبة.
وكم أفرحتني وأسرتني تلك النتائج والآثار للدرس الماضي، فقد كثرت الاتصالات والأحاديث والأخبار، وما كنت أحسب أن تؤتي ثمارها بهذه السرعة، ولكنه فضل الله، فلله الحمد والشكر.