الصورة السادسة: في العشر الأواخر، وفي صلاة القيام في آخر الليل، وفي جلسة الاستراحة، أنظر للمصلين وأحوالهم، هذا يقرأ القرآن، وهذا لسانه يلهج بالذكر والاستغفار، وذاك رفع يديه بالدعاء وعلامات الانكسار والتذلل على محياه، ورابعٌ قد سالت دموعه على خديه، وخامسٌ يركع ويسجد، وسادسٌ يغالب النوم، هجر فراشه، وحرم عينيه.
أرواحهم خشعت لله في أدب قلوبهم من جلال الله في وجل
نجواهم ربنا جئناك طائعة نفوسنا وعصينا خادع الأمل
إذا سجى الليل قاموه وأعينهم من خشية الله مثل الجائد الهطل
هم الرجال فلا يلهيهم لعب عن الصلاة ولا أكذوبة الكسل
رياح الأسحار تحمل أنين المذنبين، وأنفاس المحبين، وقصص التائبين.