خامساً: نطالب كل مستطيع من المسلمين القيام بواجب الدعوة والتعليم بين المسلمين المستضعفين في كل مكان، فهم بين جوع وقتل وتشريد وجهل جهل شديد بأركان الدين ومبادئه.
فأين الأساتذة والمعلمون، وأين شباب المسلمين، والمؤسسات الدعوية والهيئات الإغاثية تنادي في كل صيف، بل وفي كل مناسبة؟ من يحتسب أجره على الله ليعلم الجاهل، ويمسح على رأس اليتيم، ويكفكف دموع المنكوبين؟! ومن لا يستطيع بنفسه فبماله، يطبع كتاباً، وينسخ شريطاً، فهم في تعطش شديد لكتاب وشريط، بل والله يقدمونه على الطعام والشراب في كثير من الأحيان.
إننا نطالب الجميع -كلاً بحسب تخصصه ومواهبه- بنصرة إخوانه المسلمين، فنقول للطبيب -مثلاً-: أين أنت عن إخوانك والأمراض بأنواعها تفتك بالصغير والكبير؟! كم كنا نتمنى أن نراك مكان صاحب العيون الزرقاء، والشعرات الشقراء في أدغال أفريقيا، حيث الجوع والجفاف والشمس الحارقة، تحمل أطفال المسلمين بين يديك، تداوي جراحهم فترسم البسمة على وجه أم منكوبة، فأنت أحق بإخوانك من ذلك الصليبي.
إنهم بحاجة للمدرس وللطبيب، وللتاجر وللمهندس، إنهم بحاجة إلى الصحفي الأمين الذي يسخر قلمه لخدمة الإسلام والمسلمين، وهم بحاجة إلى الشاعر الإنسان الذي يصور المأساة ويحرك المشاعر، ولكل من فتح الله عليه بنعمة من عنده، فالطريق واضح، والأمر سهل ميسور، لكنه يحتاج إلى عزم وإيمان، وتحمل واحتساب.
طريقنا واضح كالشمس تعرفه أجيالنا بابه عزم وإيمان
آمالنا لم تزل خضراء يانعة في القلب منتجع منها وبستان
ولينا الله لا نرضى به بدلا وكيف ييأس من مولاه رحمن