إن المرأة بأنوثتها ونعومتها فقط قادرة على كسب قلب الرجل والتأثير فيه، فكيف إذا أضيف إليه التزين والتحلي؟ عندها وقع السحر فأصبح الرجل أسيراً كسيراً.
فعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنةً هي أضر على الرجال من النساء) .
فسماها صلى الله عليه وسلم فتنةً.
فيا أيتها الزوجة! إنك تشتكين كثرة خروج زوجك وعدم جلوسه معك، وتشتكين سوء أخلاقه وتصرفاته، وربما أوجع قلبك بكثرة ذكره للنساء والزواج من أخرى، وربما اشتكيت من عدم حبه لك أو عدم قضائه حوائجك، أو اشتكيت من تغيره فلم يعد ذلك الزوج الذي عرفتيه أيام الزواج الأولى، أو غير ذلك من المشاكل.
فأقول لك أيتها المباركة: فقط انظري إلى حالك وهيئتك داخل البيت، فمع مرور الأيام والشهور والسنين تركت ذلك السلاح الذي كنت تستعملينه معه، لم يعد يرى ذلك الجمال وتلك الزينة، لم يعد يسمع تلك الكلمات الرقيقة والهمسات الحانية، فهو لا يرى سوى التبذل، ولبس الثياب البالية، والشعر المنفوش، والوجه العبوس، ولا يسمع سوى صراخ الأطفال والسب والشتائم وكثرة الطلبات ورنين الهاتف وكثرة التشكي! فما هذه الأسنان التي فيها بقايا البيض والبقل والمكسرات؟ وما هذه الحموضة التي تنبعث من العنق ساعة الاعتناق؟ حتى إذا أصابه الاختناق وأراد الافتراق ونادى بالطلاق، ذهبت تبحثين عن مشعوذ أو ساحر ليعيد لك الوفاق؟!! وأنت أنت عندك السحر الحلال، ولكن لا تشعرين، أو أنك تهملين! قال الله تعالى:{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}[الزخرف:١٨] أي: المرأة قد جبلت من صغرها على حب التزين والتحلي، فهي فطرة عند المرأة.
أصبح كثير من الأزواج اليوم -واسمعي أيتها الصالحة- لا يرى جمال زوجته إلا عند خروجها للمناسبات والعزائم، فيراها في أبهى صورة وأجمل حُلة، وإذا حدثها ضحكت، وقالت: أنت لست غريباً! حجة شيطانية، ووسوسة إبليسية، كانت سبباً في هدم بيوت كثيرة! إذاً: فعلاج المشاكل كلها بيدك أيتها الساحرة، فأنت تملكين السحر الحلال الذي قد يكون سبباً لدخولك في الجنة! فهل تعقل النساء أنه لا حق عندها أعظم من حق زوجها إلا حق ربها سبحانه وتعالى؟! فليتنبه لهذا نساء زماننا! قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: ومن الناس من يستهين بهذه الأشياء، فيرى المرأة متبذلةً تقول: هذا أبو أولادي، ويتبذل هو؛ فيرى كل واحد من الآخر ما لا يشتهي، فينفر القلب وتبقى المعاشرة بغير محبة.