الوقفة الأولى: إنفاق الأموال في الزينة طلباً لإطراء النساء: أقف هذه الوقفة وأرجو ألا يسمعها الرجال؛ فهي سر للنساء فقط فأقول: إن أكثر ما تصرفه المرأة من المال اليوم؛ إنما هو لشراء أدوات الزينة من العطورات، ومستحضرات التجميل إلى آخره، وأكثر ما نشاهده في الأسواق هو محلات الخياطة النسائية، ومعارض الملابس النسائية؛ مما يدل على كثرة الإقبال عليها، وأغلب أوقات المرأة ينصرف في الوقوف أمام المرآة والاهتمام بشكلها، كل ذلك يصرف ويضيع، والمصيبة أن الزوج ليس له من هذا نصيب! فلمن إذاً؟! لا يهمها كثيراً إعجاب زوجها، إنما المهم إعجاب صديقاتها ومعارفها، فهي تباهي وتفاخر لانتزاع عبارات الإطراء والإعجاب من أفواه النساء! إذاً فالدافع لتجمل أكثر النساء اليوم هو حب الظهور والبروز، وامرأة تصرف جهدها ووقتها ومالها واهتمامها في مطلب كهذا لا شك أن لديها سفهاً وشعوراً بالنقص.
على أن هذه النزعة تختلف من امرأة إلى أخرى، فالنساء لسن سواءً، وغالب من تعمد إلى تلك الأساليب، وإلى تطبيق أحدث الموضات على نفسها، الغالب أن يكون عندها نقص فيما حباها الله به من الجمال، فتبالغ بل وتفرط في أمور الزينة للتعويض عن ذلك النقص.
الوقفة الثانية: ضوابط الزينة: إن لهذه الزينة ضوابط وحدوداً يجب أن تراعى، فعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات لخلق الله) .
فاحذري! سخط الله ولعنته، فهذه الأعمال محرمة، وإذا كان التجمل والتزين فيه تشبه بالكفار أو تشبه بالرجال أو كان لباس شهرة، فكل ذلك محرم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب في النار) أخرجه أبو داود في سننه وهو صحيح.
أو كان التزين للأجانب، أو للخروج إلى الأسواق، أو غير ذلك، فهو كذلك محرم، مغضب لله تعالى.
- ولا أنسى أن أقول: إن أجمل وسائل الزينة السواك، وكثرة المضمضة، والعبادة، فإن كثرة العبادة لها نور وجمال في الوجه، قال تعالى:{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}[الفتح:٢٩] ، وقال صلى الله عليه وسلم:(الصلاة نور) ، نور حسي ومعنوي، وأما الحسي فنور الوجه وجماله.