للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثر الرقائق في الرُّقي بنفوس أصحابها

يا طالب العلم! لا تغفل عن الرقائق والمواعظ فإن القلب يصدأ.

فهذا محمد بن عبادة المعافري يحدث أنه وصحبه كانوا عند أبي شريح المعافري رحمه الله، فكثرت المسائل فقال: قد درنت -أي: وسخت- قلوبكم، فقوموا إلى خالد بن حميد المهري، استقلوا -أي: استبدلوا- قلوبكم، وتعلموا هذه الرغائب والرقائق، فإنها تجدد العبادة، وتورث الزهادة، وتجر الصداقة، وأقلوا المسائل؛ فإنها في غير ما نزل تقسي القلب وتورث العداوة.

وإليك هذا الضابط الجميل في هذه المسألة: قال ابن الجوزي: فالصواب العكوف على العلم مع تلذيع النفس بأسباب المرققات تلذيعاً لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم.

فيا طالب العلم! أين أنت ورقة القلب، وانحدار الدمع، وطيب المناجاة، والشكاية إلى الله؟! ورحم الله سفيان الثوري يوم قال: إنما يطلب الحديث ليتقى به الله.

فاحرص على تزكية النفس وتربيتها، فقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها.

<<  <  ج: ص:  >  >>