[معاشرته بحسن السمع والطاعة]
بشرط أن تكون هذه المعاشرة طاعةً في غير معصية الله عز وجل، وهذا نوع آخر من أنواع السحر الذي تملكه المرأة لكسب قلب زوجها، بل وفوق ذلك كسب رضا ربها، فطاعته من قمة العبادات إذ هي مقرونة بالصلاة والصيام.
عن عبد الرحمن بن عوف قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) .
ما أعظم هذا الفضل أيتها المرأة! وروى البزار والطبراني أن امرأةً جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: (أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله تعالى على الرجال فإن أصيبوا أثيبوا -أي: أجروا- وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك الأجر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج والاعتراف بحقه يعدل ذلك) يعدل ماذا؟! يعدل أجر الجهاد في سبيل الله! (وقليل منكن من يفعله) .
ولا شك أن من طاعته أن تلبي طلبه إذا دعاها إلى الفراش، وكم نسمع من المشاكل في مثل هذا الباب، فإن أعظم غايات الزواج أن يعف الرجل نفسه فلا يقع في الحرام، فإذا دعاها وامتنعت ذهبت هذه الغاية، وكان الرجل معرَّضاً للوقوع في الحرام.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح) متفق عليه.
إذاً: فتمنعها في الفراش من أغلظ المحرمات، فإن فعلت ذلك تقلبت في لعنة الله وملائكته والعياذ بالله! وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده! ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه؛ إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها) أي: زوجها.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على تنور) .
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (وإن سألها نفسها وهي على ظهر قتب لا تمنعه نفسها) .
إذاً: فيا أيتها المرأة، لا يجوز للزوجة أن تمنع نفسها عن زوجها ولا يحل لها ذلك باتفاق المسلمين، بل يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش وذلك فرض واجب عليها، فاحذري أيتها الصالحة من غضب الجبار.
ثم أيضاً: قبول الأعمال متوقف على طاعة الزوج: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما: عبد أبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع) رواه الطبراني بإسناد جيد والحاكم وله شواهد.
وعن ابن أبي أوفى في حديث قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده! لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها) أخرجه ابن ماجة وابن حبان والطبراني وإسناده جيد.
ومن طاعته: الحرص على إرضائه مهما كان الأمر، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض، دخلت الجنة!) أخرجه ابن ماجة والترمذي وحسنه الحاكم وقال عنه: صحيح الإسناد.
ما أسهل دخولكِ الجنة أيتها المرأة! فمتى تعقلين وتنتبهين لمثل هذه الأمور؟! والمرأة تملك وسائل الإرضاء: جمالها عذوبة ألفاظها رقتها كل ذلك من نعم الله عليها، وستسأل عن شكرها واستعمالها في حقها، هل استعملتْها في حقها أم لا؟ ثم إليك سراً من أسرار الرجال، وأعتذر للرجال فقد فضحت أسرارهم في مثل هذا اليوم! إليك سراً من أسرار الرجال أيتها المرأة: الرجل سريع الغضب سريع الرضا، وخاصةً أمام المرأة، فأين سحرك الحلال؟!!