أخي الكريم! أخي الحبيب! يا من فقدناه في مسجد حيناً! يا من تخلف عن صلاة الجماعة! ألم يأن لك أن تندم على سيئاتك وتقلع عنها؟! ألم يأن لقلبك أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق؟ إلى متى وأنت بعيد عنا؟ فلو مرضت أو مت ما علمنا؟ ألم تعلم أننا نحزن إذا فقدناك ونفرح والله إذا رأيناك؟ وليس لنا من الأمر شيء؛ من اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها.
إلى متى وأنت تحرم نفسك الراحة والسعادة والأمن والاطمئنان؟ إننا نسمع ونقرأ قصص التائبين والتائبات، وبعضهم يقول: لم نركع لله ركعة ولم نسجد لله سجدة -سبحان الله- أيعقل أن مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وهو لا يصلي؟! أيها الحبيب! كل شيء إلا الصلاة، أيها الأخ! اسمعها واحفظها: كل شيء إلا الصلاة، فإنها العهد الذي بيننا وبين الكافرين (وبين الرجل والكفر ترك الصلاة) أترضى أن يقال لك كافر؟! لا والله فإننا لا نرضاه لك، نعوذ بالله من حال الكافرين.
أخي الحبيب! إنك إن حافظت على الصلاة فأنت على خير مهما وقع منك، إنها الصلة بينك وبين الله، فهل استغنيت عن الله يوم أن قطعت الصلة بينك وبينه؟ إن لك رباً براً رحيماً يفرح بتوبتك، فأقبل عليه، إن حلم الله أوسع من إقرارك، ورحمته أعظم من ذنبك، فتب إلى الله تب إلى الله قبل أن يحال بينك وبين التوبة.
أسألك بالله العظيم؛ أيسرك أن تموت وأنت على هذه الحالة مع الصلاة؟ اسأل نفسك، حاسب نفسك، كن عاقلاً، ارجع لنفسك، ألم تسمع المجرمين عندما يسألون:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}[المدثر:٤٢] فأول الإجابة {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[المدثر:٤٣] .
فكر بحالك يوم القيامة يوم تدعى إلى السجود فلا تستطيع:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}[القلم:٤٢-٤٣] كانوا يدعون بحي على الصلاة، حي على الفلاح، ويسمعون فلا يستجيبون.