شكا بعض الإخوة حالهم مع أزواجهم، فقائل يقول: - أين السعادة والراحة النفسية؛ فإني لم أشعر بشيء من ذلك؟ - وقائل يقول: لم أعد أطيق تصرفاتها وحمقها.
- وقائل آخر: أزعجتني بكثرة خروجها وزياراتها.
- وقائل آخر يقول: أرهقتني بكثرة طلباتها ومصاريفها.
- وقائل: تعبت من كثرة هجرها للفراش وتمنعها.
- وقائل: لم أعد أرى ذلك الجمال ولا التجمل إلا في المناسبات والأفراح.
- وقائل: لا تهتم بأولادها وتربيتهم ومتابعتهم.
- وقائل: تعبت من إلحاحها بجلب خادمة أتعورها وأُفتن بها.
- وقائل: لا تهتم بي، ولا ترعى خاطري.
- وقائل: لم أسمع منها كلمةً طيبةً أو عبارةً رقيقةً.
- وقائل: لم أعد أطيق؛ فسأطلق.
وغير ذلك مما تسمعون وتقرءون وتشاهدون، وكأن حال لسان كل واحد من أولئك يلقي باللوم كله على الزوجة المسكينة ويبرئ نفسه! وأنا هنا أعرف أنني أوقعت نفسي بموقف حرج، فهل أنتصر لبني جنسي من الرجال؛ فتغضب علي النساء، أو أني أميل لجنس آخر؛ فيغضب علي الرجال؟! وبعد جهد جهيد وتفكير عميق، عرفت أنه لا نجاة لي إلا بالرجوع إلى المصدر الأصلي، إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، إلى الله عز وجل الذي خلق الرجال والنساء، وفضل كلاً منهما بفضائل ومميزات فيكمل كلٌ منهما الآخر، فخرجتُ أن سبب تلك المشاكل كلها يتحملها الرجل والمرأة بحد سواء، فكلٌ عليه تبعات وله مهمات.