[أهمية الموضوع]
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: أحبتي في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وهذا هو المجلس الخامس عشر من سلسلة الدروس العلمية والتي ينظمها المكتب التعاوني بمدينة الرس، وهذه الليلة ليلة الإثنين الموافق للخامس عشر من شهر شعبان للعام (١٤١٥هـ) .
وموضوع هذا اللقاء كما هو معروف من خلال الإعلان بعنوان: (حكم صن ٤٠٠) وأقصد (بحكم) هنا الحكم الشرعي، وليس ما تعارف عليه لاعبي البلوت من أنه (صن حكم ٤٠٠) كما يقولون.
وهذا الموضوع أيها الأحبة! كان قد أُلقي قبل ثلاث سنوات تقريباً، وبالضبط في اليوم الحادي عشر من الشهر السادس للعام (١٤١٢هـ) وأذكر تلك الجموع الكبيرة التي حضرت ذلك الدرس، حتى صرح بعض الشباب أنهم لأول مرة يدخلون المسجد، وكانت ولله الحمد والمنة النتائج سريعة وفعالة بفضل الله عز وجل، فما أن خرجنا من المسجد حتى أعلن أعداد من الشباب توبتهم من هذه اللعبة، وهذا هو حسبنا بشبابنا أنهم إذا علموا الحق رجعوا إليه.
ومنذ ذلك الوقت والطلبات تتكرر لإعادة هذا الموضوع وتسجيله بوضوح، والحقيقة أنني أجدني مضطراً لإعادته الآن مع علمي بتطور هذه اللعبة والتفنن بطرقها، ونظراً لانتشارها وفشوها بين صفوف الشباب، فإن واجبنا التذكير والتنبيه مرات ومرات.
ويؤسفني حقيقة أيها الأحبة! أن مثل هذا الموضوع -وهو طاعون العصر كما يسمى- لم يأخذ حقه من الدراسة والطرح والتكرار من قبل المتخصصين، ومن قبل الدعاة إلى الله عز وجل، كغيره من مواضيع الشباب المهملة على الرغم من خطورتها، والانحدار الذي يعيشه شبابنا كما تعلمون.
وعناصر هذا الموضوع أعدها سريعاً.
١- أهمية الموضوع.
٢- اعتذار.
٣- مصادر البحث.
٤- البلوت متى وكيف؟ ٥- قبل أن أبدأ.
٦- حجج المؤيدين للعبة.
٧- آثار وشرور هذه اللعبة.
٨-أحداث ومواقف وحقائق مذهلة.
٩- مواقف طريفة وغريبة.
١٠- الحكم الشرعي.
١١- خاتمة.
يعلم الله أيها الأحبة! أنني لم أصدق نفسي أنه سيأتي اليوم الذي أتكلم فيه عن مثل هذا الموضوع؛ لأنني بفضل الله عز وجل لم يسبق أن مست أناملي هذه الورقات، ولم أعرف قواعد هذه اللعبة ولا أصولها لا من قريب ولا من بعيد، وهذا من فضل الله عز وجل.
وعندما جاء أعداد من الشباب يطرحون مثل هذا الموضوع للطرح في مثل هذه الدروس، في البداية كنت مستنكراً متعجباً أن يطلب مثل هذا الطلب، ولكن إصرار الشباب وتكفلهم -جزاهم الله عنا خيراً- بإجراء المقابلات واللقاءات والاستبيانات مع أعداد من لاعبي البلوت، ثم إحضارهم للنتائج المذهلة العجيبة الغريبة، التي لما وقفت عليها وقرأتها ما كان مني استجابة لهذه الإصرارات إلا أن أطرح مثل هذا الدرس.
وبعد الجمع، والوقوف على كثير من الأحداث، عرفت حقيقةً أن البلوت يجب أن يسمى: طاعون العصر! ومن خلال الأحداث والمواقف التي جمعها الإخوة وهي أحداث عجيبة غريبة -كما ستسمعون- جعلني أقف مع هذا الموضوع وقفات كثيرة.