الوسيلة التاسعة -وما زلنا في التوجيهات والأفكار والوسائل العامة-: إذا كنت ممن ابتلي بمعصية أو فتنة، واعتادت عليها النفس وألفتها، وأصبح الفراق عليها صعباً وثقيلاً؛ فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر والمصابرة، ومجاهدة النفس عن تلك الفتنة، فالشياطين مصفدة، والنفس منكسرة، والروح متأثرة، والناس من حولك صيام قيام، إذاً فالأجواء والظروف كلها مهيئة للابتعاد وهجر هذه الفتنة وهذه المعصية.
فمثلاً: التدخين، فرمضان فرصة عظيمة للمدخنين في هجر وترك التدخين وتدريب النفس على الابتعاد عنه، وكذلك العادة السرية التي يشكو منها كثير من الشباب، وكذلك مشاهدة الحرام، أو الغيبة، أو النجوى، أو استماع الغناء، أو بذاءة اللسان، أو غيرها من الابتلاءات، نسأل الله جل وعلا أن يحفظنا وإياكم، وأن يعين أصحابها على هجرها وتركها.
فأقول لك يا أخي الحبيب: استعن بالله سبحانه وتعالى، وكن صاحب عزيمة وهمة عالية، فلا تغلبك تلك الشهوة أيجوز أن تكون مسلماً موحداً وتغلبك سيجارة؟! والله إن هذه هي الدناءة، نسأل الله العافية! ثم أيضاً عليك بالإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى فإنه خير معين، واصبر وصابر واحتسب، وحاسب النفس، وستجد -إن شاء الله- أنك تغلبت على هذه الشهوات المحرمة.
واسمحوا لي -كما ذكرت- بأن أواصل وباختصار وبسرعة لهذه الوسائل وهذه الأفكار، وكما ذكرت أنها بلغت أربعين، لعلنا -إن شاء الله- أن نأتي عليها وبدون أن يضايقنا الوقت.