أيها المعلمون والمعلمات! (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير) كما في الترمذي.
(ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) كما في صحيح مسلم.
وإني لأظنك أيها المعلم! وأنت أيتها المعلمة! من معلمي الناس الخير، وممن يدعوا إلى الهدى، فأنتم تجلسون الساعات بل الأيام والشهور والسنوات مع أولاد وبنات المسلمين، ولله در ابن المبارك وهو يقول:[نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم] وأفضل وأيسر وأحسن طريق عرفته في التعليم هو التواضع، وفن التعامل ومكارم الأخلاق مع الطلاب والطالبات، ولا يستطيعه إلا من رزقه الله الإخلاص بعلمه وتعليمه نسأل الله الكريم من فضله.
احترام الطلاب والطالبات، وإشعارهم بالحب والاهتمام بمشاكلهم وهمومهم، والتجاوز عن أخطائهم، والابتسامة، والصبر، والرفق بالتوجيه مع قوة المادة العلمية، كلها من علامات الشخصية الناجحة للمعلم والمعلمة، أما الشدة وكتم الأنفاس، وشد الأعصاب، ورفض المناقشة، والتمسك بالرأي، وعدم التنازل عنه بحجة قوة الشخصية أمام الطلاب والطالبات، فهي أوهام لا تزيد الطين إلا بله (فإن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف) كما في صحيح مسلم.
أيها المعلمون والمعلمات! رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من يحرم الرفق يحرم الخير كله) كما في صحيح مسلم.
والقلوب التي تجلس أمامكم كل نهار مهما بلغت من الغفلة والقسوة فهي أحوج ما تكون إلى الرفق والعطف، فإن الرفق وحسن الأخلاق واللمسات الحانية والكلمات العذبة، مفاتيح عجيبة في التأثير والتوجيه، فكم عبرة أجهشتها، ودمعة أسالتها! ولكنه -وأقوله مرةً وثالثةً وعاشرةً- الإخلاص لله، فمن يؤتاه فقد أوتي خيراً كثيراً، فليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة، واللبيب بالإشارة يفهم.