وأخيراً: فإني أفتش عن إنسان يحمل في قلبه هذه المطالب، يترجمها لواقع وعمل، وإني على يقين أن صاحب هذا القلب لن يكون إلا ذلك المسلم الصادق بإيمانه.
فإلى كل مسلم ومسلمة أقول: لتكن ذلك الإنسان الذي يفتش عنه الملايين من المسلمين المنكوبين، عندها نعذر أمام الله أن قمنا بما نستطيعه تجاه إخواننا.
واعلم أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء؛ فإن الأمن والإيمان والنعمة التي نعيش فيها اليوم ربما هي رحمة من الله بسبب أيد أمينة مخلصة محسنة امتدت لإخواننا، وإننا نخشى والله أن تنقطع أو تقطع -والحال كما نرى- فلنقدر نعمة الأمن حق التقدير، ولنرعها حق رعايتها، {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:٨١-٨٢] ولنعلم أنه بالشكر تدوم النعم، فالله الله في الجدية في حياتنا، فكيف سينفع غيره من لم ينفع نفسه؟! ومن لم يكن جاداً صادقاً وهو يرى حال أمته وما يحل فيها من النكبات والمصائب والذل والهوان، فأحسن الله عزاءه في نفسه، وسيعلم هؤلاء أي منقلب ينقلبون!! أما أنت أيها الصادق! فإذا قمت بهذه المطالب خير قيام فارفع بعدها يديك إلى السماء وقل: اللهم إنك تعلم حال إخواننا، وتعلم حالنا وضعفنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا بذلنا جهدنا وما بوسعنا، فارض اللهم عنا، وأعنا على القيام بحق إخواننا على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والقسوة والغفلة، والذلة والمسكنة، واجعلنا مفاتيح للخير في كل مكان.
اللهم احفظ المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين المنكوبين في كل مكان، اللهم أعنهم وأطعمهم واسقهم واكسهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم انصرهم على من بغى عليهم، اللهم انصرهم على من بغى عليهم، وانتقم لهم من الظالمين يا قوي يا عزيز! اللهم ألف بين قلوب المسلمين، واجمع كلمتهم على التوحيد يا أرحم الراحمين! اللهم ارحم الأطفال اليتامى، والنساء الثكالى، وذا الشيبة الكبير.
اللهم أصلح ولاة أمورنا ووفقهم لما تحبه وترضاه، اللهم من أرادنا والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، وتدبيره تدميراً عليه، اللهم اكفناهم بما شئت، اللهم اكفناهم بما شئت فإنهم لا يعجزونك أنت ولي المؤمنين.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.