[مواقف طريفة وغريبة حول هذه اللعبة]
أيها الأحبة: من المواقف الطريفة حول هذا الأمر: أن هناك إدارياً وصل إلى منصبٍ جيدٍ، وهذا الإداري يحتفظ بورقة الحسابات التي فاز بها بالتركس على أحد زملائه منذ عام (١٤٠٣هـ) تقريباً، وزميله يعمل إدارياً في مدينة أخرى، فكان الإداري الأول يرسل تلك الورقة كل شهر له بالفاكس.
أيضاً أحد كبار السن والذين ابتلوا بهذه اللعبة يلتقط الورقة من الأرض ثم يرفعها وينظر إليها بإمعان لضعف بصره، ونقول: نسأل الله عز وجل حسن الخاتمة.
وأيضاً من المواقف: مجموعة من كبار السن أيضاً أعمارهم من الخمسين فما فوق، يجلسون من بعد صلاة المغرب إلى الساعة الثانية عشرة يسمعون الأذان ولا يتحركون من أماكنهم، وربما تسمع صراخهم وتتعجب من حركاتهم وقد بلغوا هذا العمر وهم يلعبون هذه اللعبة.
ويقول آخر: ولا يقف الخصام والنزاع لدى الشباب فقط، بل هناك رجال تصل أعمارهم إلى الأربعين والخمسين تجدهم يتجادلون، وقد يصل الأمر إلى التشابك بالأيدي والعصي كما حدث ذلك في إحدى الدوريات.
كبار في السن تصور يتجادلون بالعصي والكلمات والخصام والشتام -والعياذ بالله- من أجل هذه اللعبة.
وأيضاً من المواقف أن أحد كبار السن ممن ابتلوا بهذه اللعبة وعند دخوله للمسجد كان قد نسي الورقة في جيبه الأعلى، فلما سجد إذ بالورقة تنساب من جيبه أمام المصلين، وإذا به يشعر بالخجل فيقوم أمام أعين المصلين وقد وضح الارتباك عليه ليجمع هذه الورقة.
ولا نقول لأولئك الكبار إلا أن نذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة) .
وأيضاً من المواقف الطريفة: فإن أكثر الشباب خاصة من لاعبي البلوت يحذرون من العليمي يسمونه العليمي أو الغشيم، أو الفطيس وهو اللاعب البدائي الجديد، فإن هذا اللاعب ضحية مسكين لأولئك اللاعبين، فهو دائماً مغضوب عليه من الجميع وعرضة للتوبيخ وللسب والشتام، فإياك أن تكون لاعباً جديداً فقد تكون عليمياً، ثم تنال ما تنال من أولئك.
وأيضاً من الطرائف: أن أحدهم يقول: إننا نحرص أن نُصلي كلنا -أي: كل الفرقة يحرصون أن يصلوا صلاة العشاء- في المسجد الذي بقرب المعزب كما يقول -أي: الذي عنده الجلسة- لأجل التسابق على (السرا) وليس التسابق على الصف الأول.
وأيضاً من الطرائف: أنها تفرقت إحدى الدوريات في حوالي الساعة الواحدة ليلاً -انتهى اللعب وتفرقوا- فلما وصل المهزوم إلى منزله وخلع ثوبه، أخذ يراجع ورقة قيد الحساب للعبة فوجد أن المقيد قد نسي تقييد سر له، وهو يفرق بالعدد ويجعله -بدل أن يكون مهزوماً- فائزاً، فماذا فعل؟! وقد كانت الساعة ما يقرب الثانية ليلاً فقام ولبس ثوبه مرة أخرى ثم شغل سيارته وذهب وطرق على صاحبه في الساعة الثانية ليلاً، ثم أخبره أن تقييد الحساب خطأ، وأنه هو الفائز -نعوذ بالله من مضلات الفتن-.
ومن الطرائف العجيبة أن بعض النساء عندما قرأت هذا العنوان (حكم صن ٤٠٠) فبدأنا نسمع التحليلات العجيبة الغريبة من بعض النساء، والحمد لله بفضل الله أن كل التحليلات ليست قريبة من لعبة البلوت نهائياً، وهذا لعله من بشائر الخير، ليدل على أن النساء لا يعلمن شيئاً عن هذه اللعبة، ونسأل الله أن يكون ذلك.
أيضاً من الطرائف أن هناك أرجوزة نظمها أحد لاعبي البلوت في بعض فصول اللعبة يقول فيها:
إن البلوت يا صديقي فن فبعضه حكم وبعض صن
فالحكم فيه ولد فالتسعه أكبرها فافهم حديثي وافقه
ثم تليها الإكة المعتبره وبعدها كذاك تأتي العشره
فالملك الكبير ثم الملكه واسمها البلوت فيها البركه
ثم تجيء سبعة ثمانيه لكنها في العد تبقى لاغيه
والصن فيه أكبر الأوارق إكتها فاعلم بلا شقاق
عشرة تتلوه ثم الشائب فالبنت هكذا الكلام الصائب
ثم غلام بعدها فتسعه ثم ثمان بعدها فسبعه
إلى أن قال:
وأول الأوراق في الترتيب إكتها فالشيخ ذو المشيب
فالبنت فالغلام ثم العشره فالتسع فالثمان ثم السبعه
ثلاثة منها على الترتيب هن الصرا على الفتى الأريب
وإن تكن أربعة المتابعه فإنها خمسون لا مراجعه
إلى أن قال:
فالولد الحكم له عشرونا معدودة كذاك علمونا
وقيمة التسعة أربع عشره وقيمة الإكة إحدى عشره
إلى آخر أرجوزته.