السابع: التقصير والإهمال للأولاد وتربيتهم، ومراجعة الدروس ومتابعة أحوالهم، بل إنه أصبح قدوة سيئة لهم، فيفعلون ما يفعل، فكم من شاب عرف البلوت عن طريق أبيه أو عن طريق أخيه، بل وعرف التدخين.
تقول مجلة الدعوة في استفتائها: وكثير من شباب الاستفتاء قالوا: إنهم شاهدوا آباءهم أو إخوانهم الكبار يلعبون البلوت، فقاموا بتقليدهم، وهو تكريس للمثل الشائع: الكبار -يعني: في كثير من الأحوال- سبب سقوط الصغار، والإنسان نتيجة طبيعية للبيئة التي ينشأ فيها.
هذا قول المجلة.
وبافتقاد القدوة الحسنة تضيع الأجيال الجديدة، فهل يتعظ هؤلاء الآباء؟ وخذ مثالاً: رجل يلعب، ويلعب ضده في نفس اللعبة ابنه، وفي شدة حماسه والابن منتصر أخذ الأب يسب ويلعن ويقول لابنه: الله يلعن أبوك -والعياذ بالله- بهذا اللفظ يلعن نفسه، وهو لا يشعر هذا المسكين.
بل في إحدى جلسات البلوت أيضاً -وكما في النتائج التي جاء بها الإخوة وهي أمامي- يقول أحدهم: إن في إحدى جلسات البلوت جاء الوالد بابنه ليلعب أمامه، وبعد أن اشتد اللعب وزاد الحماس، إذا بالوالد المسكين يخطىء في إحدى المرات، فما كان من هذا الولد إلا أن أخذ الورق من الأرض وجمعها في يده، ثم ضرب بها وجه أبيه أمام الحاضرين، بل أكثر من ذلك فقد أخذ يسبه ويشتمه ويصفه بالغباء والبلاهة أمام الحاضرين.
ونقول لمثل هذا الأب: يداك أوكتا وفوك نفخ! فأنت الذي صنعت هذا الابن.
وأيضاً في الاستفتاء الذي قام به عنقاوي في كتابه:(البلوت) سأل سؤالاً ورقم هذا السؤال الرابع عشر في صفحة (٥٩) تقريباً من الكتاب، قال: هل تسمح لابنك بأن يلعب معك البلوت؟ فكانت الإجابة -في صفحة (١١٣) - (٦٠%) -وجري الاستبيان على مائة تقريباً- لا يسمحون بلعب البلوت مع الأبناء، و (٣٠%) يسمحون، و (١٠%) ليس عندهم أبناء في سن يسمح لهم باللعب معهم.