يا أخي! إني أراك من الشباب الصالحين وفي عداد القدوات، ويشار إليك بالبنان، هذا كله فيما أسمع وأعرف عنك، ولكني أرى من فعالك عجباً! فأراك أول المقصرين في النوافل، حتى في السنن الرواتب، فكم من المرات تركتها وتثاقلت عنها، رأيتك مراراً مفطراً في الأيام البيض قلت: لعله من أهل الاثنين والخميس، فأثبتت المناسبات، وكئوس الشاي والقهوة في كل مرة خلاف ذلك، بل واحتمل عتابي، فإني لا أكون ظالماً لك إذا قلت لك: إن الفريضة يعتريها كثير من النقص والتقصير، فإني أراك آخر المصلين دخولاً للمسجد وأول الخارجين منه، أين التسبيح والتحميد؟ أين التهليل؟ أين ذكر الله؟! القرآن يشكو هجرك، فلربما مر اليوم واليومان بل والأسبوع ولم تقرأ شيئاً منه، والعياذ بالله.
فأُحسن الظن فأقول: أعماله الدعوية كثيرة وانشغالاته التربوية كبيرة، ولكننا ننسى أو نغفل أن من أعظم وسائل الدعوة والتربية القدوة الحسنة، فالأمة في أزمة قدوات.
وقبل أن أتركك تفكر بما قلت لك، أذكرك بحديث جندب رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه) رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى.